تحوّلت فتاة مجهولة الهوية الى واحدة من أشهر نساء العالم بعد أن وقع أشهر فناني القرن الـ17 الميلادي في أوروبا، يدعى هانس فيرمير، في غرامها.
وتعود شهرتها الى ان الرسام العاشق سجل وجهها في لوحة زيتية رائعة الجمال، عُرفت باسم “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي” والتي تحولت فيما بعد إلى لغز فني كبير.
وعلّق البعض على لوحة “فيرمير” بـ”موناليزا الشمال” لأنها عبارة عن وجه لفتاة أوروبية، ترتدي لباسًا غير تقليدي، وعمامة شرقية، وقرطًا لؤلؤيًا، وبعد عمليات الترميم الأخيرة للوحة، تحسن اللون الرقيق، وحميمية نظرة الفتاة بشكل كبير، ما دفع العديد للبحث عن هوية الفتاة بشكلٍ ملحٍ.
وبحسب ما يُشاع، إن تلك الفتاة الأوروبية، التي كانت ترتدي حجابا شرقيا، في اللوحة الزيتية الشهيرة، كانت تعمل خادمة في منزل “فيرمير”، فأعجب بها، وقرر رسمها، وليكتمل جمال الفتاة ذات الملامح الوديعة، أخذ الرسام قرط زوجته اللؤلؤي، وألبسه للفتاة، ثم رسمها، وبمرور الوقت صارت هذه الفتاة لغزا محيرا، حتى إن البعض وصفها بـ”أشهر مجهولة في التاريخ.
وبعد فترة على وفاة “فيرمير” عرضت اللوحة في مزاد علني، عقد في مدينة “لاهاي”، عام 1881، مقابل نحو 2 “خولدا” هولندية، بالإضافة إلى 30 سنتا عمولة المزاد، أي ما يعادل 24 يورو حاليا، واشتراها مقتني الآثار “آرنولدوس أندرياس دي تومي”، وكانت اللوحة في حالة سيئة وقتها، ولأنه لم يكن لدى “دي تومي” ورثة، تبرع باللوحة وبضع لوحات أخرى، لمتحف “ماورتشوس” عام 1902.
وألفت الكاتبة “ترايسي” رواية تاريخية، عنونتها: “الفتاة ذات القرط اللؤلؤي”، وذلك عام 1999، تتحدث عن الملابسات حول رسم اللوحة، وفي الرواية، يصبح “فيرمير” صديقاً مقرباً لخادمة تدعى “غريت”، وهو اسم مستعار للفتاة، على اسم صديقة الكاتبة المقربة، ومن ثم يقوم الرسام الهولندي بتوظيف “غريت” لديه كمساعدة، تجلس له ليرسم استنادا إليها، فيما ترتدي قرط زوجته.
وتحولت الرواية إلى فيلم بعنوان الرواية، تم إنتاجه في لوكسمبورغ، وإنجلترا عام 2003، وبلغت كلفة إنتاج هذا الفيلم 10 ملايين جنيه إسترليني، (12 مليون يورو)، وحقق أرباحا وصلت إلى 31.5 مليون دولار، في جميع دور العرض حول العالم، وتلقى الفيلم ردود فعل إيجابية، من مختلف النقاد، حيث حصل على نسبة 72% على موقع “الطماطم الفاسدة” بناءً على 174 مراجعة، وحصل على التقييم ذاته في موقع “ميتاكريتيك” بناءً على 37 مراجعة.