يظن أحدنا حين يترك شيئا فيه مكسب أو ربح مادي أو معنوي يشوبه الحرام أو شبهة الحرام يظن الإنسان أن الخير انقطع عنه وأنه ضيع فرصة ربما لن تتاح له مرة أخرى و هذا التفكير حقيقة جزء من النفس البشرية التي جاء الإسلام ليهذبها و يصلحها و يرتقي بها لتصفو و تسمو كسمو النجوم و لتدرك هذه النفس أن الله – سبحانه و تعالى – على لسان نبية صلى الله عليه وسلم قد تعهد لها بالعوض و إن طال الأمد ، عوضا طاهرا حلالا طيبا و المسلم التقي المؤمن بربه و قضائه يدرك ذلك في قرارة نفسه و يطمئن قلبه فيزيده ذلك ايمانا و اطمئنانا واضعا نصب عينيه حديث الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ” من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ” و و كثير ممن انعم الله عليهم باليقين و الإيمان ادركوا ذلك واقعا في حياتهم و تحقق لهم وعد ربهم فرأوه عيانا و اطمأنت به قلوبهم فمنهم من جاءته المغريات على طبق من ذهب ليسهل حراما أو يمنع حقا أو يظلم إنسانا فأبى و ترك ذلك كله لله و في سبيله فعوضه الله خيرا منه ، فليكن ديدنك اخي المسلم على الدوام رضا ربك وإصلاح نفسك فالدنيا عرض زائل و متاع فاني و ما عند الله خير و ابقى .