اعتاد الناس من كافة دول العالم الكذب على بعضهم، بطريقة ساخرة، في الأول من نيسان كل عام، لكن ما هو تاريخ “كذبة نيسان” وما أصلها؟
كان العالم كله يحتفل بعيد رأس السنة في الـ 21 من آذار وكانت الاحتفالات تستمر حتى الأول من نيسان.
هذا و بقي على هذه العادة الأكراد والإيرانيون الذين يحتفلون بعيد رأس السنة في 21 آذار، بينما تحتفل شعوب الشرق القديمة كالسريان والأشور والكلدان بعيد رأس السنة في الأول من نيسان من كل عام.
ويشاع أن “كذبة نيسان” تقليد أوروبي، ظهر عندما جرى تغيير موعد بداية السنة الميلادية في القرن السادس عشر، بعد أن ظلت الكثير من مدن أوروبا تحتفل بمطلع العام في الأول من نيسان، في حين يبدأ احتفال نهاية الشتاء وبداية الربيع من 25 آذار إلى 1 نيسان.
ففي عام 1564م، عدل ملك فرنسا شارل التاسع التقويم، ثم جاء البابا غريغوري الثالث عشر في نهاية القرن الـ16 و عدل التقويم ليبدأ العام في 1 كانون الثاني، و تبدأ الاحتفالات بالأعياد المجيدة من 25 كانون الأول.
نكتة نيسان:
كانت فرنسا أول دولة تعمل بالتقويم الجديد وكان الفرنسيون يسخرون ممن استمر بالاحتفال برأس السنة في الأول من نيسان.
أما الإنجليز، فبدأوا يهتمون بيوم “خدعة نيسان” في القرن السابع عشر و انتشر في العالم في أوائل القرن التاسع عشر.
وكان الفرنسيون يطلقون على ضحية المقالب والمزاح اسم “سمكة” بينما الاسكتلنديون كانوا ينادونه بـ”نكتة نيسان”.
هذه “الإشاعة” قد تكون في حد ذاتها “كذبة نيسان”، إذ أن هناك في التاريخ ما يثبت أن تلك العادة ظهرت قبل ذلك.
وتحمل “قصص كانتربري” للكاتب جيفري شوسر، التي تعود للقرن الرابع عشر، حكايات عن “كذبة نيسان”، ما ينفي هذا الأصل “الغريغوري”.
ثم إن هناك كثيرا من الشعوب لديها طقوس أقدم من العصور الوسطى الأوروبية تشبه تماما “كذبة نيسان”، وهو ما يؤكد بالملموس أن ما يشاع حول تاريخ وأصل كذبة نيسان قد يكون “كذبة” في حد ذاته.
يوم مزحة القيصر الروسي:
يقال إن روسيا عرفت كذبة نيسان في العام 1719، عندما قام قيصر روسيا بطرس الأكبر بإشعال النار في قبة عالية طلاها بالزفت والشمع، فتوهم الناس أن مدينتهم تحترق و هربوا خائفين. وكان جنود القيصر يعترضونهم قائلين “اليوم هو أول نيسان”.
أشهر كذبة نيسان، تتعلق أيضا بكيف ولماذا ومن أين جاءت هذه العادة، حسب موقع “شاشة نيوز”.
ففي عام 1983 نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تقريرا نقلته كثير من وسائل الإعلام عن أصل “كذبة نيسان” قدمه أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن جوزيف بوسكن.
وتقول النظرية إن تلك العادة بدأت مطلع القرن الرابع الميلادي في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين.
فقد كان هناك مهرج للقصر يدعى كوغل قال أمام الامبراطور أن المهرجين يمكن أن يحكموا بشكل أفضل من الامبراطور، ومن باب التسلية نصب الامبراطور مهرجه إمبراطورا ليوم واحد (في 1 نيسان) حيث قرر كوغل نشر السخرية والمتعة في ذلك اليوم في أنحاء الامبراطورية.
وأعجب الإمبراطور بالفكرة وتسلى بها فصارت تقليدا كل عام في ذات اليوم.
وبعد أسابيع، اكتشفت “الأسوشيتد برس” أنها وقعت في فخ “كذبة نيسان” وأن البروفيسور بوسكن اخترع القصة.