تسجيل الدخول

منصة تدعمها مؤسسة قطر تتجه لإحداث ثورة رقمية في تعليم العربية

تعليم
zajelnews2015 zajelnews20154 أبريل 2022آخر تحديث : منذ 3 سنوات
منصة تدعمها مؤسسة قطر تتجه لإحداث ثورة رقمية في تعليم العربية

زاجل نيوز – الدوحة

حققت منصة رقمية خاصة بتعليم اللغة العربية، ثورةً في المجال، وأصبحت إحدى أهم المصادر التعليمية.

وتدعم مؤسسة قطر جهود منصة إلكترونية لجعل العربية جزءا من ثورة التعليم الرقمي. وكشفت مصادر أن القمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز” التي ترعاها مؤسسة قطر لتسريع التطور، تتعاون مع منصة” كم كلمة” للمساهمة في تعزيز انتشار العربية في المدارس وبين الطلاب.

وتوفر المنصة المبتكرة محتوى رقميا باللغة العربية يلبي احتياجات المعلمين والطلاب ويعزز شغفهم بهذه اللغة.

وتم إطلاق منصة “كم كلمة” انطلاقاً من شغف معلمتين بالتعلم وإصرارهما على إحداث التغيير، ودفعهما إلى ابتكار منصة تكنولوجية، واستلهاما من واقعهما والتحديات التي واجهتهما كمعلمتين.

وتعد “كم كلمة” منصة خريجة من برنامج وايز لتسريع التطوير، حيث تم اختيارها في البداية لتكون جزءا من “وايز لتسريع التطوير” بفضل ابتكارها طرقا لإعادة تصور كيفية وصولنا إلى تعلم اللغة. ومنذ ذلك الحين، واصل وايز الشراكة مع هذه المنصة بسبب جهودها في تعلم الابتكار.

وتقول سيرون شاميكيان، المؤسسة المشاركة لمنصة “كم كلمة”: ” قبل عشرين عاما بدأت مسيرتي المهنية كمعلمة، وانطلاقا من شغفي بالتعليم كنت أحرص على تعزيز بيئة تفاعلية وممتعة للطلاب، وكنت أدرب عدداً من المعلمين على استخدام أدوات تقنية عبر شبكة الانترنت، ولكنني لاحظت وجود تحديات كبيرة حين يتعلق الأمر بأساتذة اللغة العربية، بسبب غياب محتوى رقمي يحاكي التقدم التكنولوجي”.

وتتابع: “في هذا الوقت، جلست مع زميلتي نسرين المكّوك التي كانت تشاركني الرؤية نفسها حول ما يجب أن يكون عليه التعليم، وقررنا أن نبحث عن حل، فكانت منصة كم كلمة، والتي منذ إطلاقها، بدأت تحدث تأثيرا إيجابيا في المدارس، ولاقت استحسانا من قبل الخبراء والمتخصصين الأكاديميين”. وتضيف: “كم كلمة.. هي منصة تعليمية باللغة العربية، تتضمن محتوى رقميا ممتعا ومعاصرا، وتعمل ضمن إطار منهجي يتضمن كل الأهداف التعليمية للغة العربية، من قراءة، واستماع ومحادثة وكتابة، وهو مبني على دراسة أجريناها داخليا، لتجاوز التحديات المتقاربة بين الدول العربية، وسدّ الثغرات المتعلقة بالتعليم التكنولوجي باللغة العربية.

وتدعم المنصة المعلمين عبر توفير المحتوى والأدوات وتحليلات البيانات المتعمقة لمساعدة المعلمين في إعداد الدروس وإلقائها، وكذلك إعداد تقارير حول مدى التقدم الذي يحرزه الطلاب ومتابعة أدائهم، وتقييم عملية التعلم.

تقول سيرون: “نوفر للمعلمين خططا دراسية في القراءة والتعبير والاستماع، بالإضافة إلى الموارد التعليمية، ويتم تقديم نصوص أكاديمية مع أسئلة تتراوح ما بين 25 إلى 40 سؤال، يمكن للمعلمين التحكم بها وإضافة مصادر معينة على المنصة، كما نقدم لهم إرشادات عملية حول كيفية تحسين الأداء، بالإضافة إلى ميزة التصحيح الأوتوماتيكي”.

وتضيف: “كل ذلك يؤدي إلى تخفيف الأعباء عن المعلم، ما يتيح له الاستفادة من الوقت في فهم وتحديد قدرات الطلاب المختلفة، والعمل على محاكاة هذه القدرات الفردية قدر الإمكان، وذلك باستخدام الأدوات المرنة التي نزودهم بها، مما يحقق أهدافهم في تحدي مصادر ضعف الطلاب والعمل على تحسينها”.

تقول نسرين:” لقد اطلعنا على مبادرة وايز منذ عام 2015، وهي المبادرة الوحيدة في العالم العربي التي تدعم المشاريع التكنولوجية التربوية بشكل فعلي، حيث تركز على المشاريع الناشئة من خلال فريق يمتلك معرفة عميقة بهذا المجال، وحين انضممنا إلى هذا البرنامج، أدركنا أننا نخطو خطوة كبيرة نحو الأمام، بفضل الخبراء المحترفين والدعم التقني الذي يقدمه لنا وايز”.

وتشير نسرين إلى أن التعاون بين المنصة وبين مؤسسة قطر لا يقتصر فقط على مبادرة وايز، بل تنظم المنصة أنشطة وفعاليات بشكل دائم بالتعاون مع مدارس مؤسسة قطر، ومؤخرا، قامت المنصة بتنظيم ورش عمل للمعلمين حول التفكير النقدي البنّاء، خلال قمة وايز العام الماضي، وتشارك هذا العام في برنامج وايز لتسريع التطوير كخرّيجين داعمين.

ومن خلال استطلاع أجراه فريق” وايز” لآراء عدد من المعلمين في مدارس مؤسسة قطر، تبين أن تعلم اللغة العربية قد تم استبعاده إلى حد ما من ثورة التعلم الرقمي، حيث يفتقد النظام التعليمي الحالي في الدول العربية، إلى وجود محتوى جيد من شأنه أن يساعد المعلمين في إنشاء خبرات تعلم جذابة للطلاب. وهو ما دفع وايز للتواصل مع منصة “كم كلمة”.

تقول سيرون:” نحن نؤمن بأن تعلم اللغة العربية يمكن أن يتكيف مع الفصول الدراسية في عصرنا الحالي، لكننا نحتاج إلى توفير الأدوات اللازمة للتقليل من التحديات التي يواجهها المعلمون خلال محاولتهم تحقيق هذا الهدف، وهذا ما نقوم به داخل مدارس مؤسسة قطر”.

وتضيف: “لحسن الحظ، فقد تفاعل المعلمون مع خططنا وأهدافنا، وأبدوا اهتماما ملحوظا، ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل التعليم الرقمي بالعربية في مؤسسة قطر وفي المنطقة ككل”.

يعد اكتساب مهارة الكتابة بالعربية الأكثر تحديا، ومنصة كم كلمة تسهم في تحسين هذه المهارة التعليمية، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال المساعد الرقمي” فهيم”.

تقول سيرون: “يتابع فهيم نمط الكتابة لدى التلاميذ، وبدل أن يقوم بالتصحيح وحسب، يقدم نصائح لغوية حول كل كلمة تكتب بشكل خاطئ، مع تذكير الطالب بقواعد اللغة العربية ومفرداتها، وهو ما يجعل الكتابة عملية ممتعة له، هذا بالإضافة إلى التمييز بين المفردات العامية والفصحى، ومحاولة تقديم مفردات بديلة لكلمات يكررها الطالب، ما يغني مخزونه اللغوي”.

تتعامل منصة كم كلمة مع كُتّاب من مختلف الدول العربية، لإنشاء نصوص عربية متنوعة، يتم اختيارها من قبل تربويين متخصصين وتحويلها إلى مواد تربوية.

تقول نسرين: “حين أردنا أن نستعين بموارد تعليمية باللغة العربية للفئات العمرية ما بين 14 و18 عاما، لم نعثر إلا على القليل، وهو ما جعل الطلاب يميلون لقراءة الكتب الإنجليزية أو المترجمة، لذلك، قررنا أن ننشئ موارد حديثة، تحاكي اهتمامات الشباب الحالية، وتغني مخزونهم اللغوي من اللغة العربية، وكان ذلك بالتعاون مع كتاب وتربويين متخصصين في العالم العربي”.

تؤكد المؤسستان الشريكتان لمنصة” كم كلمة” أنه بالتعاون والتضافر بين المؤسسات التعليمية والخبراء الأكاديميين وصناع القرار، يمكن إحداث تغيير كبير في تصورات الجيل الحالي حول اللغة العربية وجعلها أكثر جاذبية من خلال محتوى شيّق لهم بالعربية.

تقول سيرون: “نحن متفائلون جدا بالمستقبل الرقمي للغة العربية، لقد انطلقنا بزيارات خاصة إلى المدارس، واليوم، نتلقى طلبات للانضمام إلينا بشكل مستمر، حيث يستفيد اليوم من المنصة 20 ألف طالب و450 معلما”.

وتضيف: “منذ أيام، تواصل معنا معلم من إحدى المدارس في مالي، وأبدى رغبته بالتعاون معنا. لدينا الآن أول مدرسة في غرب أفريقيا، وهو ما يحفزّنا على الاستمرار كي نتوسع ونشمل مدارس من دول أكثر”.

وتختتم نسرين مكوك: “نحن نحلم، في كم كلمة، بجيل من الأطفال والشباب في العالم العربي، الذين يحلمون، ويفكرون ويبتكرون حلولًا بلغتهم الأم، وكي نحقق هذا الحلم، نحاول أن ننشأ مساحات للتعلم الذي ينتمي إلينا، إلى بيئتنا وهويتنا ولا يأتي من الخارج. لا يمكن أن نكتفي بمراقبة العالم وهو يتغير، من دون أن نبتكر الحلول كي نحافظ على صلتنا بهذا العالم، ولن يحدث ذلك من دون تعزيز لغتنا الأم كلغة التواصل والعصر والتكنولوجيا”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.