يفتتح غاليري معرض «هيجن» للفنان البحريني راشد آل خليفة، ليكون أول معرض فردي له في الإمارات. ويضم أعمالاً منتقاة من ست مجموعات كان الفنان قد أنجزها بين عامي 2010 و2017. في مقر الصالة في السركال أفنيو- دبي.
خلال أربعة عقود استكشف راشد آل خليفة طبيعة التجريب بالفن، مؤكداً أهمية المحتوى التجريبي لعمله الفني وذلك من أجل الفن. وقد تعددت أساليبه بالرسم من الواقعية والتعبيرية والفردية وصولاً إلى التجريدية وحقول الألوان في العقد الأخير. يركز راشد آل خليفة في أعماله الأخيرة على جمالية الهوية ما بعد الحداثية كإعادة صياغة لنمطه الفني، متحرياً طرقاً تعبيرية مختلفة كالسوريالية والهندسية وكذلك الأسطح والألوان، ليبتكر أعمالاً بسيطة ولكن عميقة في الوقت ذاته. وبعض أعماله هجين يخلط بين الرسم والنحت، إذ يجرب الفنان الأبعاد الثلاثية مستخدماً الألمنيوم والفولاذ وغيرهما.
يبدأ الفنان بدائرة كنقطة انطلاق للعديد من أعماله لتتطور وتتحول إلى حفرة على سطح الألمنيوم المحّدب ما يعطي أعماله عمقاً فضائياً.
ويقول لـ «الحياة»: «أعتز بهذه الاستضافة لي في دبي، فالإمارة واحدة من أهم الوجهات التي تستقطب الرواد والمبدعين في مختلف المجالات. سأعرض بعض أعمالي التي تعبر عن نتاج تجربتي الفنية خلال السنوات العشر الماضية، والتي طوّرت خلالها أسلوب التهجين أو التركيب من خلال نهج خاص بي يعكس قراءتي الذاتية لمواطن الجمال الرحبة التي تفتح أمام كل فنان لديه القدرة على استشعار هذا الجمال مجالاً أكبر للإبداع والابتكار والتميز».
ويضيف: «سأعرض 20 عملاً ما بين لوحة ومجسم، حيث نجد فيها استخدام بعض المواد الصناعية الصلبة وأحياناً غير المألوفة مثل الألمنيوم بعد تطويعه وطلائه بألوان اصطناعية ليكون أكثر من مجرد مادة فنية مقبولة، وإنما قطعة فنية حاضرة بذاتها. وهذه الأعمال هي نتاج عدد من المحاولات والتجارب التي ما زالت مستمرة لأنها نابعة من إحساس لا ينضب هو الشعور بالتحدي. وبرأيي إن هاجس التحدي لا بد أن يكون موجوداً لدى كل فنان، محترفاً كان أو مبتدئاً، فهو الحافز الذي يدفعه إلى الإبداع والتجديد في كل مرة يتاح له فيها عرض أعماله».
وفي أحد الأعمال غير المعنونة من مجموعة «نحو بعد آخر»، يشكل الفنان حفرة دائرية مثالية في وسط الألمنيوم المحدب المربع الشكل ويلون بالأزرق جاذباً المتفرج وناسجاً علاقة حميمة بينه وبين العمل.
أما مجموعته «شكل الزمن» لعام 2015 فيستمر راشد آل خليفة فيها بتقديم الدائري والمربع بأعماله حيث تتشكل طيات من القطع المنفصلة للدوائر لتُبرز الاتصال الهش بين الأشكال. ويتحدى الفنان المتلقي للدخول في علاقة مع كل عمل من خلال الفهم العميق لسلطة الصمت في هذا العمل. ومن خلال أبحاثه وأعماله الثلاثية الأبعاد ذات الأشكال الهندسية البسيطة والمتبدلة بلا حدود يبحث الفنان عن العلاقة بين العمل والمتلقي.
بدأ راشد آل خليفة مشواره الفني في بداية ستينات القرن الماضي عارضاً أعماله في البحرين وحول العالم، فقد عُرضت أعماله شبه الحركية في معرض فردي في معهد الشرق الأوسط في واشنطن العاصمة عام ١٩٨٢. وأقام متحف البحرين الوطني عام ٢٠١٠ معرضاً استعادياً للفنان. وكان راشد آل خليفة أول من ترأس «جمعية البحرين للفنون التشكيلية» ويحمل حالياً لقب «رئيس فخري» لهذه الجمعية.