للألوان دلالات ومعانٍ مختلفة تبعاً للمشاعر التي تثيرها، وهو أمرٌ مُختلَفٌ عليه؛ فبعض الآراءِ ترى أنّ معاني الألوان وتأثيراتها النّفسية ما هي إلّا خرافة، ويُبنى هذا الرأيُ بناءً على قناعاتٍ ونظريّات مختلفة، منها أنّ اللّون يتأثرُ بالمحتوى الذي يعرضه، فإذا كانَ اللّونُ الأصفرُ الذي يدلّ على المرحِ مرتبطاً بمحتوىً مُؤذٍ فسيتغيّر التأثير النفسيّ له على الإنسان، وفيما يأتي أبرز معاني الألوان:
اللون الأسود: يمتص اللّون الأسود كلّ ألوان الطيف، وقد ارتبط هذا اللون عند الفراعنة بالحياة والولادة من جديد، أمّا الآن فهو مرتبط بالموتِ والحِداد، ولكّنه أيضاً مؤشّر على القوّة.
اللون الأبيض: يُعدّ اللّون الأبيض مصدراً لجميع الألوان، وهو يوحي بالبراءة والصفاء، ومن معانيه الطّهارة والبساطة.
اللون الأحمر: يُعبّر الأحمر عن المشاعر القويّة والشّغف، كما أنّه يملك طاقة تحفيزيّة وقياديّة، فيعطي رسائل للدماغ بالتوقّف أو يُحفّزه للانطلاق، وفي تفصيل درجاتِ اللّون الأحمر فإنّ اللّون الأحمر الفاتح يعطي الإحساس بالتحفيز والطاقة، بينما يعطي اللون الأحمر القاتم انطباعاً بثراء الشّيء وفخامته، كما يوحي بالأناقة، أمّا الأحمر القريب من البنيّ فيعطي شعوراً بالدّفء والقوّة.
اللون الأزرق: يوحي اللون الأزرق بالهدوء والصفاء والتنظيم، وقد يُعطي إحساساً بالحزن والابتعاد، ولا يتناسب مع أيّ شيء يتعلّق بالطعام، فهو يُعدّ أقلّ لون فاتح للشهيّة.
اللون البرتقالي: أُعطِي هذا اللّون اسمه من فاكهة البرتقال ذات الأصل الصينيّ، واللون البرتقاليّ لون يُضفي المرح والطّاقة إذا كانَ مُشعّاً، وهو لونٌ خجول وناعم إذا كان دراقيّاً، وعندما يصبح اللّون برتقالياً محمرّاً يكون أكثرَ إثارةً.
اللون الوردي: يعطي اللّون الزهريّ إحساساً بالهدوء، والبراءة، كما أنّه يرتبط بالرومانسيّة والحب إذا كان فاتحاً، ويعطي انطباع التشويق والجموح إذا كانَ مشعّاً.
اللون البنفسجي: يوحي بالملكيّة والصحّة، وهو يدّل على القوّة والطموح، كما أنّ اللّون الفاتح منه يعطي شعوراً بالحنين والرومانسيّة، واللّون البنفسجيّ يعطي إحساساً بالغموض والخيال والإبداع.
اللون الأخضر: يُسرِّع اللون الأخضر القراءة ويزيل التوتر؛ فهو متّصل بالطبيعة، كما يدلّ على الرّاحة والابتهاج والسّكينة.
اللون الأصفر: يرمز اللون الأصفر إلى الدِّفء والفرح، وبشكلٍ مُضادٍّ قد يوحي بالإحباط والغضب.
اللون الأرجواني: يُعدّ اللون الأرجواني خليطاً من اللونين الأزرق والأحمر، وبذلك فهو يدمج بين استقرار اللون الأزرق، وطاقة اللون الأحمر، وهو لون الملوك، والنبلاء، ويدل على الغموض والروحانية، كما يرمز إلى الحكمة، والتنوير، والخيال.
التأثير المكاني للألوان
للألوان طاقة تأثيريّة على الجوّ العام للمكان، فعند تصميم ديكور لمكانٍ تُراعى معرفة الأثر المُراد خلقه في هذا الفراغ، وبناءً عليه تُختار الألوان المُستخدَمة فيه، ومن هذه الغايات ما يأتي:
الهدوء
تحتاج بعض الأماكن مثل غرف النوم إلى جوٍّ يوحي بالهدوء، ويعطي شعور الجلوس أمام البحر، أو تأمّل السّماء الزرقاء الصافية، ومن الألوان التي يمكن استخدامها لتحقق جوٍّ هادئ: الأرجوانيّ، والأزرق المُعتم الذي يشبه لون السّماء وقت الغسق، واللّون الأزرق كلون البحر، واللّون الأبيض.
التأمل
يكون التأمّل عادةً في أماكن العبادة، مثل: المساجد، والكنائس، والمعابد؛ لذا يكون التوجّه لاختيار الألوان التي تعطي انطباعاً روحانيّاً للمكان، مثل: اللون البنيّ الخشبيّ، والذهبيّ، والزهريّ الفاتح، والأحمر الداكن، واللّون العاجيّ.
النشاط
غرفة الجلوس وقاعات اللياقة البدنيّة، وغُرف الأنشطة المختلفة، تحتاج ألواناً مُفعمةً بالحيّوية والطاقة، فلا مكان للألوان الناعمة في هذه الحالة، لذا تُنتقى الألوان المشعّة، مثل: الأصفر، والأبيض، والأحمر القرمزيّ، والأزرق الملكيّ.
الرومانسية
تُعدّ الأجواء الرومانسيّة مُحرّكةً للمشاعر وتعطي شعوراً بالدفء، وتُستخدَم في غرف النّوم أو المطاعم ذات الأجواء الشاعريّة، والألوان الرومانسيّة ليست غامقةً ولا فاتحةً، كما أنّها ليست ساخنةً ولا باردةً، بل تُعدّ وسطاً بين ذلك، ومن هذه الألوان: المشمشيّ، والزهر الدافئ، ولون ورد الريحان.
البهجة والخيال
في الأماكن الترفيهيّة كالحدائق ومدن الألعاب تُستخدَم ألوانٌ تعطي شعوراً بالبهجة والفرح، مُضفيةً عليها لمسةً من الخيال والغموض، ومن هذه الألوان: اللون الأحمر الدافئ، والأزرق الأرجوانيّ.
الألوان والشخصية
يشير علماء النّفس إلى وجود رابطٍ بين الشخصيّات واللون المُفضَّل؛ فكثرة ارتداءِ ملابس بلونٍ معيّنٍ، أو شراءِ الأشياء المختلفة بنفس اللّون، له دلالات ترتبط ببعض الجوانب الشخصيّة، وتأثير الألوان على الشخصيّة كما يأتي:
الأسود: الأسود لون الأناقة، فهو ملك الألوان، ويُعدّ الأشخاص الذين يفضّلون ارتداء اللون الأسود أشخاصاً يميلون للعُزلة، ويملكون روحاً تتطلّع للتأمّل والحرّية، كما يضفي اللّون الأسود نوعاً من الغموض والقوّة إلى الشخصيّة، والشخصيّات المُنظَّمة والمؤثّرة هي التي تميل إلى هذا اللّون.
الأحمر: يدلّ اللون الأحمر على شخصيّات مرحة، مُحاطة بالأصدقاء، ولديهم حماسة فائقة والأشخاص الذين يُفضّلون ارتداء الأحمر تكون لديهم قدرة على القيام بالعديد من المهامّ، ويعطي الأحمر انطباعاً بالسيطرة وتأثيراً عدوانيّاً أحياناً، لذا يتجنّبه البعض في المناسبات الاجتماعيّة، كما يدلّ على شخصيّة انفعاليّة، وسريعة الحكم على النّاس.
الأخضر: محبّو اللّون الأخضر يحبّون الحركة والمنافسة، ويتمتّعون بالمبادرة والإبداع، كما أنّهم مُفعَمون بالأمل والخيال، وهو لون يُحبَّذ ارتداؤه في المواقف التي تحتاج التحلّي بالقيادة، كما يدّل الأخضر على شخصيّات لطيفة ومتواضعة.
الأصفر: ارتداء اللّون الأصفر يدلّ على شخصيّة مستقرّة وذات ثقة عالية، وتتمتّع بالتفاؤل، كما يعطي انطباعاً بروح مغامرة وفكاهيّة، وهو لون قد يمثّل شخصيّة قلِقةً ومُستهترة، ويُقدّم محبّو هذا اللّون العونَ للآخرين بسخاء.
الأبيض: اللوّن الأبيض يجذب الشخصيات التي تعشق التنظيم والكمال، ويدلّ على أشخاصٍ يتمتعون باليقظة والانتباه؛ فهم قادة بالفطرة، كما يدلّ على شخصيّات تتمتع بالتعاطف والثقة، والهدوء والسّلام، وقد يدّل الإفراط في ارتدائه على برود الشخصيّة.
الأزرق: يُكثِر العاطفيونَ والحسّاسون من ارتداء اللّون الأزرق، كما يرتديه الأشخاص أصحاب النفوس الهادئة والصّبورة، ويدلّ الأزرق على شخصٍ سريعٍ في اتخاذ القرار، ومتعاونٍ في العمل، وتُعدّ التقاليد جزءاً من شخصية محبّي الأزرق.
البرتقالي: الشخصيّات التي تحبّ اللّون البرتقاليّ تكون مرحةً، واجتماعيّةً، كما تميل إلى تهويل المواقف، وهو لونٌ يعطي انطباعاً بالشخصيّة الفضوليّة، وقد تكون مُتذبذِبةً ومتقلّبةً.
البنفسجي: تميل الشخصيّات التي ترغب في أن تكون فريدةً ومتميّزةً للّون البنفسجي، وهي شخصيّات كريمة ومُتسامحة، وتتمتّع بقدرٍ عالٍ من الذّكاء والحساسية.
العلاج بالألوان
يؤكّد علماء النّفس أنّ للألوان تأثيراً شفائيّاً على الإنسان، وهوما يُسمّى العلاج بالألوان، ولكنّه يبقى محدوداً ومؤقّتاً؛ فاللّون الأصفر ينشّط الأعصاب، ويطهّر الجسم، أمّا الأحمر فيرفع مستويات جريان الدّم في الجسم ممّا ينشطه، واللون الأزرق يساعد على تسكين الألم، وإذا أردتَ أن ترفع مستويات الطّاقة؛ فاللون البرتقالي هو المسؤول عن ذلك.
الألوان
يدخل التأثير النفسيّ للألوان في جميع مجالات الحياة، لذا تُدرَس الألوان المُستخدَمة لجذب المستهلكين في الإعلانات، كما يهتمّ مصمّمو الأزياء بمعرفة الانعكاس السيكولوجي للألوان على المستخدمين، حتّى يختاروا الألوان المناسبة للغرض الوظيفي للتصميم، ففي تصميم الأزياء تُشكّل الألوان محوراً رئيساً لاكتمال الجمال التصميميّ لقطع الأزياء.
