انتشرت صور التركية خديجة كاياباشي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي التقطت لها أثناء رويها ظمأ كلب ضال عطشان بحذائها في ولاية سيواس، معتبرة أن ما قامت به واجب إنساني تجاه الحيوانات.
تبلغ كاياباشي السبعين من العمر، ولديها ثلاثة أبناء. توجهت إلى النافورة في شارع نالبانتلارباشي لتروي ظمأها في الجو الحار، وبمجرد أن رأت كلبا ضالا بالقرب من النافورة يشعر بالعطش الشديد محاولا شرب الماء من حنفيتها ولا يستطيع، قامت بخلع حذائها وملئه بالماء لتروي ظمأه، فالتقط من تواجد بالمكان صورا وفيديوهات لما فعلت كاياباشي، التي حظيت بالإعجاب الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي.
كان عند النافورة المتواجدة على جانب الطريق، كل من أينور بولات و برغوزار تميزر، بنات العم القادمين لقضاء عطلتهما في قريتهما التابعة لمدينة سيواس، وقد لاحظا أثناء شربهما وجود كلب بجانب النافورة يبدو عليه العطش، ففتحا حنفية النافورة ليشرب منها الكلب، لكنه لم يستطع الشرب، وعندما شاهدت المرأة المسنة المحبة للحيوانات الكلب العطشان، ما كان منها إلا أن خلعت حذائها ونظفته من الداخل ثم ملأته بالماء ووضعته أمام الكلب ليروي ظمأه.
شعر بالسعادة كل من رأى تصرف المرأة المسنة عند النافورة، كما قاما بولات وتميزر، بتصويرها ونشر صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليشاهدها آلاف المتابعين وتحصل على العديد من الإعجابات ومئات التعليقات.
ذكرت أينور بولات، أنها تفاجأت بالحادثة التي رأتها، وقالت: “كنت أسير مع ابنة عمي، فرأيت النافورة وذهبنا لشرب الماء. مر بجوارنا كلب تبدو عليه آثار العطش، ففتحت له حنفية الماء ليشرب لكنه لم يستطع، وكانت هناك خالة تنظر إلى الكلب، وقد خلعت حذائها على الفور ونظفت الجزء الداخلي منه بالماء ثم ملأته بالماء وقدمته إلى الكلب. تفاجأت مع من حولي بما فعلت المرأة المسنة ولم نكن نتوقع رؤية ذلك، كما سعدنا لما رأينا”.
أما برغوزار تميزر، فقد أشارت إلى سعادتها بالموقف الذي رأته، وقالت: “مررنا إلى هناك لنشرب الماء، وأظهرت لنا الخالة بتقديمها الماء للكلب بحذائها بأنه لا يزال هناك أناس طيبون. أسعدنا ذلك، وكان في ساعات الصباح. يمكنني القول إن هذه الحادثة جعلت أيامنا أكثر جمالا”.
ذكرت كاياباشي أن أي شخص كانت سيفعل ما فعلته، مشيرة إلى أنه واجب إنساني من باب الرفق بالحيوانات، وقالت: “بعد أن شربت الماء ورويت ظمئي من العطش، رأيت منظر الكلب الضال بالقرب مني وكان يشعر بالعطش الشديد ولا يستطيع الشرب، ولم أجد شيء أملأ به الماء لأسقيه، فخلعت حذائي وملأته بالماء، ثم قدمته للكلب ليشرب، وبعد أن غادرت المكان فكرت به كيف سيروي عطشه بعد ذلك؟ أقدم باستمرار الماء للطيور في الجو الحار. الحيوانات تجوع وتعطش لكنها لا تملك لسانا ناطقا تشكو به حالها، فماذا علينا أن نفعل؟ ينبغي أن لا نفكر دائما بأنفسنا فقط وأن نفكر بهم”.
قالت كاياباشي: “لو كان أي شخص مكاني لفعل ما فعلت. أشفق على الحيوانات باستمرار وأتألم لألمهم، ولا يملك الكلب لسانا ناطقا ليقول أنا عطشان، لذلك من واجبي أن أسقيه الماء. لم أجد إلا حذائي لأملأ به الماء، فذهبت في الأمس إلى النافورة لملء وعاء بالماء كي تستطيع الكلاب والقطط القادمة إلى هنا شرب الماء”.