قال مستهلكون إن شركات لإنتاج العصائر والمشروبات طرحت، بعد بدء تطبيق الضريبة الانتقائية على المشروبات المحلاة، أنواعاً جديدة من العصائر والمشروبات غير المحلاة «من دون سكر مضاف»، بأسعار مرتفعة بنسب تراوح بين 33% و188%، مقارنة بمثيلتها في السوق.
وطالبوا بطرح أصناف متنوعة من العصائر والمشروبات من دون سكر، بأسعار معقولة، وابتكار آليات تساعد على خفض الكلفة، موضحين أن الأنواع المتوافرة في السوق من دون سكر قليلة ولا يوجد بها تنوع كبير.
وقال مسؤلان في شركتين للعصائر إن كل شركة تحدد أسعار منتجاتها على أساس المكونات ومصدرها، وكلفة الإنتاج والمستهلكين المستهدفين.
من جانبها، قالت وزارة الاقتصاد إنها لا تتدخل في تحديد أسعار السلع والمنتجات الجديدة المطروحة للمرة الأولى في السوق، حيث تحدد الشركات أسعار المنتجات التي تطرح للمرة الأولى، وتقدمها للوزارة التي تتولي مراقبة الالتزام بها.
منافذ بيع
وتفصيلاً، قال المستهلك، إبراهيم العامري، إن منافذ بيع وجمعيات تعاونية وسوبرماركت طرحت، بعد بدء تطبيق الضريبة الانتقائية على المشروبات المحلاة مباشرة، أنواعاً جديدة من العصائر والمشروبات غير المحلاة «من دون سكر مضاف»، بأسعار مرتفعة مقارنة بمثيلتها في أسواق الدولة.
وأوضح أن عدداً من الشركات طرحت للمرة الأولى عصائر من دون سكر مضاف، بسعر يتجاوز 16 درهماً للتر الواحد، بينما تراوح أسعار العصائر من دون سكر مضاف في السوق، عادة، بين 6.25 وتسعة دراهم للتر الواحد، وتصل إلى 12 درهماً على الأكثر بالنسبة لأنواع قليلة، أي بارتفاع عن مثيلتها يراوح بين 33.3 و156%.
وطالب العامري بطرح أصناف متنوعة من العصائر والمشروبات من دون سكر مضاف بأسعار معقولة، وابتكار الآليات وطرق الإنتاج التي تساعد على خفض الكلفة، وإنتاج أنواع تناسب أذواق المستهلكين، مشيراً إلى أن الأصناف غير المحلاة لاتزال ضئيلة وغير متنوعة.
وقالت المستهلكة، سلامة سلطان، إنها فوجئت بطرح أنواع جديدة من العصائر الخالية من السكر المضاف بأسعار مرتفعة، تراوح بين 16 و18 درهماً للتر الواحد، بينما تبدأ أسعار العصائر غير المحلاة في السوق بسعر 6.25 دراهم للتر الواحد، وتصل إلى 10 دراهم أو 12 درهماً على الأكثر، لأنواع قليلة، أي بنسب زيادة تراوح بين 33.3 و188%.
ولفتت إلى أنها كانت تتوقع طرح أنواع جديدة وبأسعار مناسبة لتلبية النقص في السوق، والطلب المتزايد، بعد تطبيق الضريبة على المشروبات المحلاة، مطالبة بطرح خيارات مختلفة للمستهلكين من دون سكر، بأسعار معقولة لتنافس العصائر المحلاة وتشجع المستهلكين على الإقبال على هذه الأصناف.
وقال المستهلك، سمير حماد، بطرح إن الأصناف غير المحلاة لاتزال ضئيلة، وغير متنوعة بالقدر الكافي في السوق، مقارنة بالعصائر والمشروبات المحلاة.
وأضاف أنه فوجئ بأنواع جديدة لكنها مرتفعة الثمن تصل 18 درهماً للتر الواحد، بعد تطبيق الضريبة مباشرة على المشروبات المحلاة، على الرغم من أنها غير خاضعة للضريبة، ما يتطلب أن تكون أسعارها تنافسية بشكل أكبر.
آليات الإنتاج
من جهته، قال المسؤول في شركة للعصائر المحلاه، (أ.م)، فضل عدم ذكر اسمه، إن «كلفة وآليات الإنتاج تختلف من شركة لأخرى، وتحدد كل شركة أسعار منتجاتها على أساس عوامل عدة، أبرزها المكونات، ومصدرها إذا كانت محلية أو مستوردة، وكمياتها وكلفة الإنتاج والمستهلكين المستهدفين»، مشيراً إلى أن مستويات الجودة والمكونات تختلف من شركة لأخرى، ما يؤدي إلى اختلاف الأسعار.
واعتبر المسؤول في شركة لإنتاج العصائر، أشرف شوقي، أن «تنوع المنتجات والأسعار الموجودة في السوق أمر مطلوب، والمستهلك هو صاحب قرار شراء أي سلعة من عدمه»، مضيفاً أن عوامل عدة تتحكم في سياسة التسعير التي تنتهجها كل شركة، على رأسها الكلفة وسياسة الإنتاج والجمهور المستهدف.
أسعار المنتجات
بدوره، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، إن «الوزارة لا تتدخل في تحديد أسعار المنتجات والسلع الجديدة المطروحة للمرة الأولى في السوق، حيث تحدد الشركات أسعار المنتجات التي تطرح للمرة الأولى وتقدمها للوزارة التي تتولي مراقبة الالتزام بها، مع حظر رفع أسعارها بعد ذلك إلا بعد الحصول على موافقة رسمية من الوزارة».
وأوضح النعيمي أن كل شركة مسؤولة عن تحديد أسعارها، التي تخضع عادة لعوامل عدة تتعلق بالشركة نفسها، وبالمنتج وبأوضاع السوق والمنافسة، لافتاً إلى أن وجود أصناف مختلفة يأتي في مصلحة المستهلكين الذين يتمتعون بخيارات مختلفة.
زيادة الأرباح
قال خبير شؤون التجزئة، إبراهيم البحر، إن الارتفاع الكبير وغير المبرر في أسعار العصائر غير المحلاة الجديدة، يرجع إلى رغبة شركات في زيادة أرباحها بعد تطبيق الضريبة على المشروبات المحلاة، نتيجة للتوقعات السائدة في السوق بزيادة التوجه نحو استهلاك المشروبات غير المحلاة لأنها معفاة من الضريبة، فضلاً عن أن تطبيق الضريبة صاحبته حملات توعية بشأن الأضرار الصحية الناتجة عن كثرة استهلاك السكر، ما دعاها إلى سرعة طرح المنتجات الجديدة.
وأوضح البحر أن شركات محلية كثيرة تنتج عصائر غير محلاة، ذات جودة عالية بأسعار معقولة، متوقعاً أن تنجح هذه الشركات في زيادة مبيعاتها مدعومة بأسعارها المناسبة، وتوقع أن تشهد السوق المزيد من العصائر والمشروبات غير المحلاة خلال الفترة المقبلة، بعد تغيير سياسات بعض الشركات نحو التوجه إلى هذا النوع من العصائر.
مستهلكون يطالبون بطرح أصناف متنوعة من العصائر والمشروبات من دون سكر وبأسعار معقولة.
أصناف العصائر غير المحلاة لاتزال ضئيلة وغير متنوعة بالقدر الكافي في السوق.