شدّد برلمانيون ومحللون سياسيون سعوديون، على أنّ تضامن دولة الإمارات والأردن في وجه التحديات والأزمات السياسية والأمنية التي تعصف بالمنطقة، يمثّل استمراراً لأحد ثوابت العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، انطلاقاً من إدراكهما بأنّ أمنهما جزء أصيل من أمن المنطقة والأمن الدولي.
وقال الخبير الاستراتيجي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، اللواء متقاعد د. أنور ماجد عشقي، إنّ البيان الإماراتي – الأردني المشترك الصادر في ختام زيارة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية لدولة الإمارات، يؤكد على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين.
مشيراً إلى أنّ القيادة الرشيدة والاستثنائية في كل من دولة الإمارات ومملكة الأردن والحكمة والرؤية السياسية الثاقبة، تمكّن البلدين الشقيقين وبالتعاون مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من العبور بالمنطقة إلى بر الأمان.
وأضاف عشقي، أنّ الإعلان عن تنظيم تمرين عسكري مشترك للقوات المسلحة للبلدين الشقيقين في دولة الإمارات، تأكيد عملي على أن أمن البلدين كلٌ لا يقبل القسمة، موضحاً أنّ الأردن طالما كان وسيظل البوابة الشرقية للأمن القومي العربي. ولفت عشقي إلى أنّ التمرين الإماراتي الأردني المشترك مهم من حيث التوقيت، إذ إنّه يتزامن مع توتر حاد تشهده المنطقة، بسبب السياسات الإيرانية المهددة لأمن واستقرار الإقليم.
من جهته، أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في مجلس الشورى السعودية، وأستاذ العلوم السياسة بجامعة الملك، سعود د. طلال ضاحي، إلى أنّ لقاء القيادتين الإماراتية والأردنية في هذا التوقيت يعكس رغبة البلدين وإرادتهما السياسية في تعزيز تضامنهما الكامل سياسياً وعسكرياً وأمنياً في مواجهة التحديات والأزمات التي تتربص بالمنطقة.
مشيراً إلى أنّ هذا التنسيق والتضامن تمثّل في الاتفاق على التمرين العسكري المشترك، مع التوجيه الصادر لوزيري خارجية البلدين ورئيسي الأركان للتنسيق والتعاون، أخوياً ومؤسسياً، لمواجهة كل المستجدات والتحديات.
وقال ضاحي، إنّ دولة الإمارات والأردن بمواقفهما السياسية وبموقعهما الجيوسياسي، يظلان محط الأنظار الدولية والإقليمية والعربية، لاسيّما مع إدراك العالم أنّ قيادتي البلدين تملكان رؤية واستراتيجية وطنية وقومية ثابتة وراسخة المواقف، ويمتلكان القوة في سبيل تحقيق أهداف هذه الرؤية، مشدداً على أن الأردن يمثّل عمقاً استراتيجياً مهماً لمجلس التعاون الخليجي.
بدوره، رأى عضو مجلس الشورى السعودي السابق، والمفكر السياسي، د. محمد آل الزلفة، أنّ زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لدولة الإمارات، تأتي لتؤكد الدور الحيوي الذي تقوده دولة الإمارات على أعلى المستويات لتفعيل العمل العربي الجماعي في مواجهة التحديات والأزمات وتعزيز أمن المنطقة،.
مشيراً إلى أنّ هذا ما شدّدت عليه جلسة المباحثات بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأضاف آل الزلفة، أنّ سر تميّز العلاقات بين دولة الإمارات والأردن، يتمثّل في أنّ مستوى التعاون بينهما لا يقوم على أسس تكتيكية مرحلية، بل على أسس استراتيجية طويلة المدى، مشيراً إلى أنّ قيادتي البلدين تدركان التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة.
أكد المفكر السياسي السعودي، د. محمد آل الزلفة أنّ دولة الإمارات سباقة دوماً في مواقفها ودعمها للدول العربية، ولم تتوانَ يوماً عن اتخاذ ما يتطلبه واجب الأخوة والعروبة، سواء كان ذلك في المجال العسكري أو الأمني، موضحاً أنّ مشاركتها الفاعلة في «عاصفة الحزم» لاستعادة الشرعية في اليمن خير دليل على ذلك.
وثمّن وقوف الأردن إلى جوار الإمارات وهو ما عكسته تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والتي شدد فيها على وقوف الأردن إلى جانب الإمارات، في الحفاظ على أمنها واستقرارها، وتأكيده أنّ أمن الإمارات ودول الخليج العربي، من أمن الأردن.