أكد هشام العربي المدير الإقليمي لشركة يودستي، أن التعلم مدى الحياة لم يعد مسألة اختيارية، من أجل تطوير الذات فقط؛ بل بات توجهاً حتمياً وضرورة اقتصادية ومعرفية، في ظل ما تلعبه التكنولوجيا من دور رئيسي في تقديم المعرفة في أي مكان وزمان.
قال هشام العربي إن مفهوم التعليم بات متغيراً عن السابق، الذي كان يتمثل في حصول الفرد على التعليم خلال 20 سنة الأولى من حياته، ثم يتوقف للانخراط في العمل ومن ثم التقاعد، إلا أن التعليم المستمر أصبح يتغير مع متغيرات الحياة ومتطلباتها، ويتمثل في استمراريته لمدى الحياة.
مزايا التكنولوجيا
وأضاف خلال مجلس أكاديمية دبي للمستقبل الرمضاني، ضمن سلسلة الرواد أمس الأول، أن «يودستي» تقدم حقيبة تدريبية تساهم في الاستفادة من مزايا التكنولوجيا، وتعمل على تحفيز الإبداع والحصول على نتائج تعلم مبشرة من الشباب المنضمين للمنصة، ولعقود طويلة من الزمن، اقتصر التعلم التجريبي على التجارب العلمية في مختبرات مدرسية قديمة، أو أثناء أنشطة العطل الصيفية، لكن الآن مع وجود تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، أصبح للتعلم التجريبي أو التدريبات العملية معنى جديداً.وأكد أنه بات من الصعوبة التوقف عن تلقي التعليم في مرحلة ما من عمر الإنسان، خاصة وأنه مع انتهاء مرحلة الجامعة، يكتسب الفرد مهارات جديدة، الأمر الذي يبينه عدد من الشباب والشابات، من خلال استعراض تجاربهم في هذا الصدد، كونهم متقبلين لهذه الفكرة، بل يسعون لتحفيز الآخرين على السير عليها.
وأشار إلى أن مبادرة «مليون مبرمج عربي» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، تؤكد أن التعليم المستمر موجود، في ظل أن أكثر من 50% من المجتمع العربي في سن 25 عاماً، فهذا يجعلهم رواد المستقبل، كونهم متقبلين لفكرة التعلم مدى الحياة.
تجارب شبابيةاستعرض المجلس نماذج لتجارب شبابية تؤمن بالتعلم مدى الحياة، حيث أكد محمد الصويغ، مهندس إلكترونيات طيران من السعودية، أهمية التعلم المستمر، وعدم الاقتصار على الدرجة العلمية فقط؛ بل الاستفادة من المهارات اللازمة لسوق العمل، لافتاً إلى أن الدافع للتعلم لديه يتمثل في تحديد الهدف، الأمر الذي جعله يبني تجربته في التعلم المستمر، داعياً الشباب العربي إلى السير على نفس الخطى، لما للأمر من تأثيرات إيجابية في المستقبل، ليس على الفرد فقط، بل على البيئة المحيطة به.
وأوضحت شيخة السالم، كبيرة مساعدي العمليات في شركة TCS بالسعودية، أن التعليم المستمر ساهم في حصولها على ترقية بالعمل، وهو الأمر ذاته الذي تدعو الفتيات بالوطن العربي إلى العمل على تحقيقه، من خلال تلقي التعلم المستمر.
وقال خالد سلطان المزروعي الذي يعمل في معهد الإمارات للميتورولوجيا، إن خلفيته الدراسية في الهندسة الكيميائية، شجعته على المشاركة في مبادرة المليون مبرمج عربي، حيث تم قبوله في بعثه «النانو دجري»، لكنه يطمح إلى تغيير مجاله بشكل كامل إلى عالم وتخصص البرمجة.ومن جانبها روت أسماء النوهي، التي تدرس في السنة الثانية من تخصص إدارة الأعمال، أن لديها شغفاً بكل ما يستجد في التسويق، لذلك التحقت ببرامج عده تساعدها على تطوير مهارتها في هذا التخصص.
صناعة الغد
قال سعيد القرقاوي، مدير أكاديمية دبي للمستقبل، إن هدف سلسلة الرواد خلال شهر رمضان، يتمثل في تحقيق رؤية الأكاديمية، فيما يتعلق بملتقى معرفي لصناعة الغد.