نسأل الله العلي القدير أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن، وقراءة القرآن عموما تبعث الأمان في النفس والثقة بالله وتحقق الطمأنينة في القلوب والتوجه إلى التوبة. ومما ورد من فضل خاص لقراءة بعض السور والآيات
* قراءة سورة الفاتحة:
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.
*قراءة سورة البقرة وآل عمران، ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة”.
وسورة البقرة من جملة آياتها آية الكرسي، ففي صحيح مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟” قال قلت الله ورسوله أعلم قال: “يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال: قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، قال: فضرب في صدري وقال: “والله ليهنك العلم أبا المنذر”.
*قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، ففي المستدرك على الصحيحين للحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”.
وقد ورد أن حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف يحفظ الله به من الدجال، ففي صحيح مسلم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال”.
*التحصن بالمعوذتين، ففي سنن الترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما.
* تكرار “قل هو الله أحد”، ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن.
*قراءة سورة الإسراء وسورة الزمر قبل النوم، ففي سنن الترمذي عن عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام على فراشه حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر).
ومن المعروف أن سورة الزمر تحوي آيات فيها الكثير من الحث على التوبة والإنابة إلى الله، قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53]،
وعلى ما ذكرنا فقراءة القرآن عموما خير وبركة وأجر وعلى كل مسلم أن يقرأ ما تيسر له من من السور أو الآيات التي ذكرنا أو غيرها وكلما أكثر من التلاوة ازداد بذلك طمأنينة ونورا، والله تعالى أعلم.