يراود الإنسان في اليوم الواحد أكثر من إحساس منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، ولكن في حالات معيّنة قد يدوم الشّعور بإحساس معيّن وعلى الأغلب يكون إحساساً سلبيّاً مثل الاكتئاب. و الإكتئاب يختلف كثيراً عن الحزن؛ فالحزن عبارة عن شعور طبيعيّ يعاني منه أيّ شخصٍ في حياته، أمّا الاكتئاب؛ فهو حالةنفسية تؤثّر سلباً في أنشطة الإنسان اليوميّة.
يكون الاكتئاب عادةً عند النّساء بنسبة أكبر من الرّجال، ويكثرالاكتئاب في الشّباب أكثر من صغار السن والمسنين.
أعراض الاكتئاب
الاكتئاب يؤدّي إلى الشّعور بالحزن والكآبة.
الاكتئاب يؤدّي إلى عدم وجود رغبة في عمل أيّ شيء.
الاكتئاب يؤدّي إلى فقدان الرّغبة في ملذّات الدّنيا.
الاكتئاب يؤدّي إلى الانطواء والعزلة وكثرة التفكير السّلبي.
الاكتئاب يؤدّي إلى التشاؤم والنّظر إلى الأمور بمنظار أسود.
الاكتئاب يؤدّي إلى الشّعور بالذّنب ولوم النّفس وتأنيب الضّمير.
الاكتئاب يؤدّي إلى قلّة النّشاط الجسماني والجنسي.
الاكتئاب يؤدّي إلى قلّة النوم أو الميل إلى النوم والرّاحة.
الاكتئاب يؤدّي إلى قلّة الشهيّة أو الإفراط في الأكل.
أسباب الاكتئاب
العوامل الوراثيّة والبيولوجيّة: يحصل هذا عندما يعيش الفرد في أسرة متوارث لديها الاكتئاب نتيجة نقص في المواد العصبيّة النّاقلة في مركز الدّماغ، والّتي بدورها مسؤولة عن المزاج والانفعالات والتّفكير والسّلوك.
العوامل التربويّة: هذا العامل يعدّ من أكثر عوامل الاكتئاب خطورة؛ وذلك لأنّه ينقل الاكتئاب بطريقة غير مباشرة عن طريق مشاهدة الأطفال لآبائهم؛ فتنتقل لديهم أساليب وأنماط معيّنة مثل: التشاؤم والاكتئاب، وإساءة الظن، والحساسيّة المفرطة.
ظروف الحياة: ليس من الممكن أن تجري الحياة على سفينة مستقرّة من دون وجود منغّصات الحياة؛ كوفاة عزيز، أو وجود مشاكل زوجيّة وأسريّة، وفقدان العمل، وتدهور الصحة، والمشاكل الماليّة، وعدم الزواج، والتّقاعد غير المخطّط له.
الاضطرابات الشخصيّة: من أكثر الشخصيّات عرضة للإصابة بالإكتئاب، أصحاب الشخصيّة الوسواسيّة التي تعرف بالتشدّد وعدم المرونة، والشخصيّات الهستيريّة التي تغلب عليها الانفعالات وتقلّب المزاج.
الأمراض العضويّة: مثل داء باركنسون واستعمال مضادّات الضغط وقرحة المعدة و غيرها.
أنواع الاكتئاب
الضّيق الطّبيعي: فالشّعور بالاكتئاب لدى الإنسان يكون له سبب معيّن مدّته دقائق أو ساعات، وهذا النّوع لا يحتاج إلى تدخّل طبيّ، ولا يؤثّر على حياة الإنسان.
الحزن الطبيعي: وهو شعور بالاكتئاب يعتري الشّخص عند فقدانه لشخصٍ معيّن، يزول خلال أيّام أو أسابيع، ولا يستدعي تدخّلاً طبيّاً.
إضطراب التكيّف: هذا النّوع من الاكتئاب يحدث نتيجة حدوث حدث معيّن للمصاب، يؤدّي إلى تغيّر طبيعة حياته، ويستمر هذا النّوع لعدّة أيام وأسابيع ويستدعي علاجاً دوائيّاً أو جلسات نفسية.
الاكتئاب الشّديد: من أخطر أنواع الاكتئاب؛ لأنه يكون مصاحباً للهوس، يمتدّ لعدّة أسابيع أو أكثر، ويؤدّي إلى حصول خللٍ في الوظائف، ويؤثّر على الذّهن مثل سماع أصواتٍ وأفكارٍ اضطهاديّة، وقد يؤدّي إلى الانتحار. ويسمّى هذا النّوع أيضاً الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
علاج الاكتئاب
العلاج الدّوائي
يعتبر العلاج الدّوائي آمناً على المريض بالاكتئاب ولا يؤدّي إلى الإدمان، ويستطيع المريض أخذ عقاقير مضادّة للاكتئاب، يستمر عليها ستة أشهر رغم تحسّنه، وذلك لإبقائه في حالة مزاجيّة جيّدة.وتنقسم هذه الأدوية إلى مجموعات:
متعدّدة الحلقات (Heterocyclic AD)
مثبّطات استرجاع السيروتونين (SSRIS)
مثبّطات استرجاع السيروتونين والنورادرينالين (NSRIS)
مثبّطات المونو أماين أو أكسديز (MAOI/RIMA)
العلاج بالتّدليك الكهربائي (ECT)
العلاج النفسي
يهدف إلى تحسين القدرة الفكريّة، والاجتماعيّة، والسّلوكيّة للمريض، وينقسم إلى عدّة أنواع:
العلاج المعرفي: وهو علاج يقوم على استبدال المفاهيم الخاطئة لدى المصاب بالاكتئاب بأخرى أكثر إيجابيّة.
العلاج السّلوكي: يقوم بتحويل السلوكيّات الاكتئابيّة إلى أخرى أكثر إيجابيّة.
مدارس العلاج النفسي: مثل المدرسة التحليليّة والعقلانيّة وغيرها.
العلاج بالطبّ البديل
ويستخدم فيه العلاج العطري كـ: الياسمين، والبرغموت، والخزامي، والورد، والبابونج أيضاً يعتبر من أهم الزّيوت العطريّة التي تساعد في التّخفيف من الاكتئاب وتهدئة الأعصاب. يمكن الاستفادة ممّا ذكر عن طريق وضع بعض القطرات من الزّيت في الحمام أو على منديل قماش و استنشاق الرّائحة.
وفي بعض الحالات يزول الاكتئاب من دون أيّ مساعدة طبيّة أو بالعلاج الدّائم، ولكن هناك البعض ممّن يعانون من آثار الاكتئاب طوال حياتهم ممّا يتطلّب خضوعهم لجلسات نفسية .