إن البيتزا صحية، أو هكذا قالوا لنا ونحن صغار في مرحلة الحضانة.
وبالطبع تحتوي البيتزا على مجموعات غذائية رئيسية متعددة، إلا أنها في نفس الوقت تزخر بشريحة كبيرة من الخبز،
بهذه الكلمات استهل الكاتب الأميركي دان روبتزسكي، المتخصص في المجالات العلمية .
ويتساءل روبتزسكي: هل تشتري الجبن قليل الدسم، والحليب الخالي من الدسم،
وتقوم بحساب السعرات الحرارية، ثم تقوم بتجارب تطهير المعدة عن طريق تناول العصائر لفترة معينة،
وأنت تتصور أن العلم ينصحك بأنه يجب عليك القيام بكل هذه الأمور؟
أفكار خاطئة أو مغلوطة
ويوضح روبتزسكي أن نتائج الدراسات العلمية غرست في أذهان البعض الكثير من الأفكار الخاطئة أو المغلوطة ،
بل إن الكثير من الأبحاث العلمية المعنية بالتغذية والنظام الغذائي تبدو نتائجها مربكة وسيئة.
ويدعو روبتزسكي القراء للتفكير مليا في الأمر.
في ما كانت الدهون المشبعة سيئة، ثم أصبحت في وقت لاحق لا بأس بها؟
وكانت الدهون، في وقت ما، هي السم القاتل، ولكن الآن فإن الهجوم يتحول إلى السكر، وهلما جرا.
منهجية ضعيفة وأخطاء بشرية
تعرضت مؤخرا الدراسات العلمية التي نستمد منها العديد من أفكارنا، حول النظام الغذائي الصحي المثالي، للانتقاد،
بل انهارت أمام ذلك الهجوم.
إن أبحاث التغذية حافلة بالمنهجية الضعيفة، والخطأ البشري، وكذلك تحيز بعض العلماء.
تساؤلات منطقية
ويطرح هذا الأمر السؤال المهم وهو: لماذا يصعب علميا تحديد ما إذا كان طعام ما مفيدا بالفعل للناس؟
هل نحن مقدر لنا أن نبقى مرتبكين في فوضى التجارب التي تخبرنا أحيانا أن القهوة صحية،
وأنها ربما تسبب السرطان أحيانا أخرى؟
ويقودنا هذا إلى سؤال: لماذا يصعب علميا تحديد إذا كان نظام غذائي معين أو طعام ما هو مفيد للإنسان؟
سبل حل المشكلة
ولكن إذا كان هناك رغبة في أداء أفضل، من المهم مراعاة معرفة طريقة أفضل للسيطرة
على كل التفاصيل البسيطة الدقيقة التي يمكن أن تعصف بأي بحث في مجال التغذية.
وتقول كيلي بريتشيت، عالمة التغذية في جامعة سنترال واشنطن والمتحدث باسم أكاديمية التغذية وعلم الغذاء:
“إن الأبحاث العلمية في مجال التغذية هي مهمة صعبة لكي تكون النتائج صحيحة.
ولكن لا يمكن أن يتم اعتبار نتائج دراسة علمية على نظام تغذية معين متوسطة أو طويلة المدى
ذات نتائج دقيقة بدون التأكد من أن المشاركين في الدراسة حصلوا على نفس الظروف بما يؤدي إلى استنتاج نتائج صحيحة”.