أكدت دراسة أن هناك 178 نوعًا من المتغيرات الجينية مرتبطة باضطراب الاكتئاب الشديد، وبينت الدراسة أن الحمض النووي لكل شخص يلعب دورًا رئيسيًا في المرض العقلي.
وتمكن باحثون من جامعة ماكجيل الكندية من إثبات وجود المزيد من نماذج التشخيص والعلاج المعتمدين على الجنس، بعد العثور على روابط جينية مختلفة بشكل واضح للاكتئاب بين جينومات الذكور والإناث.
في دراسة أجريت على أكثر من 270 ألف فرد مأخوذة من قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، اكتشف العلماء أن طرق التنبؤ الخاصة بالجنس كانت أكثر دقة بكثير في تقييم مخاطر الإصابة بالاضطراب الاكتئابي الرئيسي من النظر إلى الجنسين معًا، بعدما تبين أن هناك 11 منطقة من الحمض النووي مرتبطة بشكل خاص بالاكتئاب عند الإناث، وواحدة فقط في جينومات الذكور. وفق(العربية نت).
معاناة النساء من الاكتئاب تختلف عن الرجال
التمثيل الغذائي والساعة البيولوجي
كما توصل الباحثون إلى أن الاكتئاب مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض التمثيل الغذائي لدى الإناث، ورغم أنه تم تأكيد تلك النتيجة في أبحاث سابقة لكن لم يتم ربطها بالإناث والذكور كل على حدة.
ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن كلا من الذكور والإناث يتشاركون مشاكل مع بروتين BMAL1، وهو منظم لإيقاعات الساعة البيولوجية. كان الأرق أحد الأعراض الهامة التي يتقاسمها كلا الجنسين عندما يتعلق الأمر باضطراب الاكتئاب الشديد.
وقالت الدكتورة باتريشيا بيلوفو سيلفيرا، الباحثة الرئيسية والأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي بجامعة ماكجيل: “هذه هي الدراسة الأولى التي تصف المتغيرات الجينية الخاصة بالجنس والمرتبطة بالاكتئاب، وهو مرض منتشر للغاية في كل من الذكور والإناث”، مشيرة إلى أنها “نتائج مهمة لتطوير علاجات محددة تفيد الرجال والنساء على حد سواء مع مراعاة الاختلافات بينهم”.
ومن بين تعقيداته حقيقة أن الاكتئاب يختلف كثيرًا في شدته وأعراضه وأنماط نوباته، ويُقدر أن حوالي 280 مليونًا في جميع أنحاء العالم يعانون منه، وهو مسؤول إلى حد كبير عن ما يقرب من 700000 حالة وفاة انتحارية كل عام.
الإشارات الجينية
ويأمل الباحثون أن تؤدي هذه النتيجة إلى تطوير خيارات علاجية مخصصة يمكن أن تركز على شبكات الجينات الخاصة بالجنس، وتشجع أيضًا المزيد من العلماء على الفحص في الإشارات الجينية للاكتئاب عبر المجموعات السكانية المتنوعة عرقياً.