قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إنّ الأصل أن الحركة في الصلاة ليست مطلوبة؛ حتى يستحضر المصلي الخشوع والأدب بقلبه وجسمه؛ لقول الله – سبحانه-: “قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون”، وقول النبي- صلى الله عليه وسلم- للذي أساء في صلاته ولم يطمئن فيها: “ارجع فصل فإنك لم تصل”. جاء ذلك ردًا على سؤال: ما حكم الحركة أثناء الصلاة؟ وأضافت الفتوى، أنّ من الحركات التي تبطل الصلاة، الحركات الكثيرة غير الضرورية والتي لا يحتاج إليها، ومنها: ما هو مكروه وإن كانت لا تبطل الصلاة، كالحركات اليسيرة القليلة غير الضرورية والتي لا يحتاج إليها كالعبث اليسير بالملابس أو البدن أو اللحية أو شعر الرأس من دون سبب، لأنه ينتفي معه الخشوع المطلوب في الصلاة، ومنها ما هو مباح كالحركات اليسيرة القليلة الضرورية والتي يحتاج إليها كالتي كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يفعلها من حمل أمامة بنت ابنته زينب، فكان إذا سجد وضعها، وإذا قام حملها، وطلوعه على المنبر، ونزوله منه حال الصلاة، وفتحه الباب لعائشة، ونحو ذلك مما يفعله للحاجة ولبيان الجواز كما في سؤالك، والأفضل للمؤمن أن يحافظ على الخشوع، ويترك العبث قليله وكثيره؛ حرصًا على تمام الصلاة وكمالها . وأشارت الفتوى إلى أنّ الحركات منها ما هو مشروع ومطلوب؛ لمصلحة الصلاة، وقد يصل الطلب لدرجة الوجوب، كمن كان مستقبلًا غير القبلة فعليه حينئذ أن يستقبل القبلة وجوبًا لما روي أن الناس كانوا يصلون في مسجد قباء في صلاة الصبح، فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنزل عليه الليلة قرآن، وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، فانصرفوا إلى الكعبة وهم يصلون، وقد يصل لدرجة السنة، كالحركات التي يتوقف عليها كمال الصلاة، مثل للمكان الفاضل، أو الدنو في الصف إذا انفتحت الفرجة فدنا الإنسان إلى جاره لسد خلل الصفوف وما يشبه ذلك.