الطفل كاسيان حديث الساعة على الإنترنت، وُلد في وقت سابق من عام 2025 في الولايات المتحدة بوزن 5.8 كيلوغرام، ولكن بعد أن أعلنت والدته والمستشفى الخبر مؤخراً، انتشرت عناوين الأخبار حول هذا الطفل “العملاق” حول العالم. ومن بين هذه العناوين: “هل أنت بخير؟”: امرأة تحطم الرقم القياسي بمولود عملاق: طفلٌ حطم الرقم القياسي يُرجح كفة الميزان بضعف متوسط حجم المولود الجديد تقريباً.
وعلى الرغم من أن الطفل كاسيان وُلد بوزن أثقل من المتوسط، إلا أنه ليس الوحيد. فقد ظهرت أمثلة أخرى في الأخبار عن أطفال وُلدوا بوزن أثقل. ويشمل ذلك طفلًا وُلد في البرازيل عام 2023 بوزن 7.3 كيلوغرام.
قد تدفع هذه القصص النساء حول العالم إلى الاستغراب. ولكن ما مدى شيوع الأطفال ذوي الوزن الكبير، وهل تؤدي ولادتهم دائماً إلى مضاعفات؟
ما هو الطفل ذو الوزن الكبير؟
بحسب “مديكال إكسبريس”، يُطلق مصطلح “عملقة” على الأطفال الذين يولدون بوزن يزيد عن 4 كيلوغرامات أو 4.5 كيلوغرام، حسب التعريف.
ولعل مصطلح “كبير الحجم بالنسبة لعمر الحمل” هو الوصف الأدق، إذ يُستخدم عدد أسابيع الحمل إلى جانب الوزن في تقدير حجم المولود.
وتشير التقديرات إلى أن نسبة ولادة أطفال كبيري الحجم تتراوح بين 9 و10% من الولادات.
ما مشاكل ولادة طفل كبير الحجم؟
لا نعرف الظروف المحددة لولادة كاسيان، أو صحته، أو صحة والدته شيلبي مارتن. كما لا نعرف ما إذا كانت الأسباب الشائعة للأطفال كبيري الحجم ذات صلة في هذه الحالة.
وبشكل عام، قد تكون مضاعفات الولادة أعلى للأمهات والأطفال عندما يكون الطفل كبير الحجم، خاصةً إذا تجاوز وزنه 4.5 كغم.
ولكن هذا ليس هو الحال دائماً. تزداد الحاجة إلى التدخلات أثناء الولادة، مثل الولادة بالملقط أو الشفط، أو الولادة القيصرية كلما كان حجم الطفل أكبر. يمكن أن تؤثر هذه التدخلات على تعافي المرأة بعد الولادة، وعلى خيارات الولادة التالية.
وبالنسبة للطفل، تزداد مخاطر انحشار الكتفين في قناة الولادة أثناء الولادة (ما يُعرف بعسر ولادة الكتف).
وقد يحتاج أطباء التوليد أيضاً إلى القيام بمناورات إضافية لضمان ولادة الطفل بأمان. على سبيل المثال، قد يضطرون إلى محاولة إنزال أحد الكتفين إذا كان عالقًا خلف عظم عانة الأم.
ويمكن أن تُلحق هذه المناورات الضرر بالطفل أو تؤدي إلى نقص الأكسجين، ما يتطلب إنعاش الطفل. ومع ذلك، فإن هذه المضاعفات نادرة، وقد تحدث عندما لا يكون حجم الطفل كبيراً.
ما سبب كبر حجم الطفل؟
وفق صحيفة “إندبندنت”، غالباً ما يكون الأطفال ذوو الحجم الكبير أطفالًا أصحاء، وهناك عدد من الأسباب للحجم الكبير.
العوامل الوراثية تعني أن الأطفال يكونون دائمًا كبار الحجم في بعض العائلات.
كما يميل الأطفال الذين يتجاوزون موعد ولادتهم إلى أن يكونوا أكبر حجماً بعض الشيء، إذ يتوفر لديهم وقت أطول للنمو داخل رحم أمهاتهم.
وقد تؤدي إصابة الأم بمرض السكري، وخاصةً إذا لم تتم السيطرة عليه بشكل صحيح، إلى إنجاب أطفال أكبر حجماً. ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع مستوى السكر في دم الأم يؤدي إلى حصول الطفل على طاقة أكثر مما يحتاجها، فيخزنها على شكل دهون.
ويزداد خطر إصابة أطفال الأمهات المصابات بمرض السكري لأول مرة أثناء الحمل (سكري الحمل) بالسمنة والإصابة به في المستقبل.
وقد تكون الأمهات ذوات الوزن الزائد قبل الحمل، أو أثناء الحمل، أكثر عرضة لإنجاب أطفال أكبر حجماً. ويعود ذلك في الغالب إلى زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري أثناء الحمل، وربما إلى سوء التغذية.
هل يمكن التنبؤ بوزن الطفل الكبير؟
تقديرات أوزان الأطفال قبل ولادتهم غير دقيقة. لهذا السبب، يُقال للعديد من النساء إنهن سيُرزقن بطفل كبير الحجم ولا يحدث ذلك، بينما تُفاجأ أخريات بطفل كبير الحجم عند ولادته.
وتقوم القابلات وأطباء التوليد عادةً بفحص رحم المرأة المتنامي عند إجراء فحوصات ما قبل الولادة.
وينظرون إلى وضعية الجنين في الرحم، بالإضافة إلى مقارنة قمة الرحم بسرة بطن المرأة. وهذا يُعطي فكرة عما إذا كان الجنين ينمو كما هو متوقع في ذلك الوقت.
كما توجد قياسات أخرى لجسم الحامل تساهم في تقدير حجم المولود.
من ناحية أخرى، الموجات فوق الصوتية ليست مؤشراً جيداً للوزن الفعلي عند الولادة.
ماذا يمكن للنساء فعله؟
أفضل نصيحة صحية للنساء هي محاولة الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل. واتباع نظام غذائي متوازن والحد من تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالدهون المشبعة والسكريات.
والحرص على عدم زيادة الوزن كثيراً أثناء الحمل، وممارسة الرياضة بانتظام.