حذّرت دراسة أسترالية حديثة من أنه لا يوجد مستوى آمن لشرب الكحول أثناء الحمل، حيث إن تناول القليل منه يمكن أن يؤثر سلباً على نمو وجه الجنين ويغير ملامحه.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة سيدني في أستراليا بالتعاون مع باحثين من بلجيكا، ونشروا نتائجها، اليوم الجمعة، في دورية JAMA Pediatrics العلمية، بحسب ما أفادت وكالة “الأناضول” للأنباء.
وتابع الباحثون، خلال فترة دراستهم، عادات شرب الكحول لأكثر من 415 امرأة خلال فترة الحمل، ورسموا ملامح وجه أطفالهن في السنة الأولى بعد ولادتهم.
وشملت الدراسة متابعة ملامح وجوه 415 طفلاً ولدوا لأمهات تناولن الكحول أثناء الحمل، وذلك باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد.
ولاحظ الفريق أن هذه التغيرات لم تكن مرئية بالعين المجردة، لأنها تقاس بأقل من 2 ملليمتر، إلا أن تقنية التصوير ثلاثية الأبعاد كانت قادرة على اكتشاف تغيرات صغيرة في الأنف والشفتين والعينين، عند كل طفل.
ووجد الباحثون أن شرب الكحول، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أدى إلى تغييرات في تشكيل ملامح وجه الجنين.
وقال فريق البحث إن دراستهم انتهت إلى أن شرب الكحول أثناء الحمل حتى بمستويات منخفضة، أثر بالسلب على تشكيل ملامح الوجه في الرحم، بما في ذلك الأنف والذقن والعينان.
وأوضحت إليزابيث إليوت، الباحثة المشاركة في الدراسة، من جامعة سيدني في أستراليا أن “المعلومات الواردة في دراستنا شديدة الأهمية، وتؤكد على حاجتنا إلى تقديم المشورة للنساء من أجل تجنب الكحول أثناء الحمل”.
ووفقاً للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنه لا توجد كمية آمنة من الكحول لتناولها أثناء الحمل، ولا يوجد وقت آمن لشرب الكحول أثناء الحمل.
وكانت دراسة سابقة حذرت من تأثير شرب الكحول سلباً على بشرة السيدات، وجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية المزعجة التي تفسد جمال الوجه.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن “تعاطي الكحول يتسبب في 4% من حالات الوفاة على مستوى العالم سنوياً”.
وأضافت أن “إدمان الكحول يعد من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم”.