عندما نسأل بعض الفتيات عن الرجل الذي تحلم بالزواج منه، تجيب على الفور بأنه لا بد أن يكبرها بعشر سنوات أو أكثر، لأنه ناضج قوي ولديه خبرته الكبيرة في الأمور الحياتية، فضلاً عن مروره بتجارب متعددة، تجعله يفهمها ويسعدها كأنثى، وهو ما لم تجده عند الشاب مثيلها في السن.
وبحسب استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة زوسك الأميركية، وهي المعنية بعمل الإحصائيات عن العلاقات الاجتماعية، يفضل أغلب النساء الرجل الذي يفوق أعمارهن بكثير، وأن 56% من النساء يفضلن الارتباط بالرجل الأكبر سنًا.
وتباينت الآراء فمنهن من تفضل من يكبرها بسنة أو 4 سنوات، فيما تفضل أخريات أن يكون فارق السن من 5-9 سنوات، بينما تنحاز فئة كبيرة منهن إلى ألا يقل فارق السن عن 10 سنوات.
ليأتي السؤال المهم، لماذا تفضل المرأة الارتباط بالرجل الذي يفوق عمرها بمراحل، وما هي ميزات وعيوب تلك الزيجات؟.
الفجوة العمرية
قد تؤدي الفجوة العمرية الكبيرة بين الزوجين، إلى خلق المزيد من التعقيدات والمشاكل، نظراً لاختلاف الأجيال، فكل جيل له ما يتميز به من أفكار وميول واتجاهات، كما يؤثر التطور على التغيرات الفكرية والثقافية، بل والرومانسية كذلك، ناهيك عن بعض التغيرات الديناميكية التي تشوب العلاقة وتهدد استقرارها.
زهرة يافعة في حديقة ذابلة
تخيلي ارتباط فتاة من جيل الألفية الثالثة برجل من جيل الستينات، كيف سيكون شكل العلاقة؟ وما هي نقاط التلاقي الفكري والروحي بينهما؟ فهو يفكر بعقلية الاشتراكية الثورية، فيما تنطلق هي بروح العولمة والسماوات المفتوحة، رجل خبير يعرف من أين تؤكل الكتف، بينما تحاول هي فهم نفسها والتعرف على طبيعتها.
قد تشعرين بقيمتك وأنك مرغوبة ومحبوبة من رجل ناضج، لديه خبرة كبيرة ويعلم ما تحتاجه النساء، يعرف كيف يشبع رغبتك العاطفية والنفسية والجنسية أيضًا، يفهمك بمجرد النظر في عينيك، يشعرك بأنك تمسكين بالنجوم، وتحلقين في سماء السعادة ترتشفين من كأس الحب الصافي، لكنها أيام وستخمد النار المشتعلة، وتستفيقين على الحقيقة المرة.
اختلاف التطلعات
كيف الحال مع شخص ينظر للحياة بنظرة روتينية عتيقة؟ شخص وصل بقطار الحياة للمحطة قبل الأخيرة، بينما أنت تستعدين لتأخذي قطار الحياة من المحطة الأولى، رجل يهرول بخطى سريعة نحو النهاية، فيما تخطين بخطوات متأنية نحو المستقبل، رجل كل ما يعرفه عن متع الحياة دعوتك على العشاء في نهاية الشهر، وأنت تحلمين بقضاء عطلتك في جبال الأمازون.
الزهور مليئة بالأشواك
كم هو مؤلم أن ترقد زهرة جميلة يانعة بجوار رجل عجوز مسن، لديها طاقة مشتعلة تتقد بداخلها من الحب والولع، ولكنه لا يقدر على إطفاء لهيب لهفتها وولع شوقها.
الشباب والكهولة
فرق كبير بين إحساسك باللمسات الأولى والعناق الأول والقبلة الأولى، وبين تجربة هذه اللحظات لمرات عديدة، فأنت تجربين كل شيء للمرة الأولى، لكنه عاش كل هذه الأحاسيس لسنوات عديدة، أنت الشباب المنطلق بقوة وعصرية، وهو الكهل الذي يفكر في المشاعر بطريقة بالية أكل عليها الدهر وشرب، والنتيجة الحتمية هي الطلاق العاطفي والبحث عن شاب مثلك يحتويك بقوته ويعانقك بعنفوانه.
قد يكون ارتباطك برجل كبير في السن أمراً رائعاً، فهو ناضج وقوي بما فيه الكفاية، منحته خبرته الكبيرة الحكمة والرجولة المكتملة، تعلم من الحياة مواجهة الصعاب وتحمل الأهوال، لكنك في المقابل تحتاجين لأكثر من ذلك.
لذا إذا كنت ممن يبحثن عن الارتباط برجل كبير، عليك بمراجعة نفسك قبل اتخاذ هذا القرار المصيري، فربما تحتاجين لأب يسد فجوة التعطش العاطفي بفعل انشغال والدك أو قسوته عليك، أو أنك تتعطشين للحكمة والصوت الهادئ الحنون، ليهمس في أذنيك بالمشاعر الدافئة.
تذكري أنك تعانقين الأب الحنون الذي طالما اشتقت لحنانه، وليس الزوج المنشود فهناك اختلافات كبيرة بينهما، أما إذا كنت ترتبطين به من أجل المال، فهيهات هيهات أن تجدي سعادتك في المال.