توصلت دراسة صينية حديثة إلى كشف احتمالية الموت بفيروس كورونا المتحور “كوفيد-19” إذا أصيب الشخص به، وذلك بناء على عمره وحالته الصحية.
وتشير أكبر دراسة صدرت حتى الآن عن تفشي الفيروس إلى أن أغلب الحالات إصاباتها خفيفة، وأن المرضى وكبار السن هم الأكثر عرضة للخطر.
وقد نشر مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين الدراسة التي شملت أكثر من 70 ألف حالة مرتبطة بفيروس كورونا حتى تاريخ 11 فبراير/شباط الجاري، من بينها حالات إصابة مؤكدة وأخرى مشتبه بها بدون ظهور أعراض عليها.
وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس هي 2.3%، وأن الفئة العمرية الأكثر عرضة للخطر هي فئة كبار السن.
كما يواجه المرضى الذين يعانون من ظروف صحية موجودة مسبقا خطرا أكبر للوفاة مقارنة بأقرانهم غير المصابين بأمراض مسبقة.
وبلغت نسبة الوفيات بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 80 عاما 14.8%، في حين تراجعت إلى 8% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و79 عاما، و3.6% لمن تتراوح أعمارهم بين 60 و69 عاما.
أما بين الفئة العمرية التي تتراوح بين 10 أعوام و39 عاما فقد كانت نسبة الوفيات 0.2%، وارتفعت إلى 0.4% بين المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و49 عاما.
وقد أظهر تحليل بيانات مجموعة فرعية تضم نحو 20 ألف شخص أن نسبة الوفيات بين المرضى الذين لم تكن لديهم أي ظروف صحية مسبقة كانت 0.9%.
وجاءت نسبة الوفيات بين من يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية 10.5%، يليهم مرضى السكري بنسبة 7.3%، ثم الحالات التي تعاني من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة بنسبة 6.3%.
وكشفت الدراسة أن أغلب الحالات -ونسبتها 80.9%- ظهرت عليها أعراض خفيفة، في حين ظهرت أعراض شديدة على 13.8% من المصابين، وأظهرت 4.7% من الحالات أعراضا حرجة.
وتوصلت الدراسة إلى أن العاملين في المهن الطبية يواجهون خطرا أكبر من الأشخاص العاديين.
يشار إلى أن هناك 14.6% من بين 1688 من المسعفين الطبيين الذين أصيبوا بالفيروس وصفت حالتهم بالحرجة، في حين بلغت نسبة الوفيات بينهم 0.3%.
ما الأخطاء؟
وقاربت حصيلة الوفيات الناجمة عن الإصابات بفيروس كورونا في الصين اليوم الثلاثاء 1900 شخص، فما هي أبرز الأخطاء التي ارتكبتها الصين في التعامل معه؟
يرى البعض أن الصين ارتكبت أخطاء في تعاملها مع الفيروس، مثل:
1- عدم نشر المعلومات بسرعة كافية للعامة، ففي تقرير لصحيفة غارديان البريطانية قال الكاتبان ريبيكا راتكليف ومايكل ستاندرت إن زو زيانوانغ رئيس بلدية ووهان المدينة الصينية التي كانت منبع تفشي فيروس كورونا أقر بالانتقادات الموجهة إليه بشأن كيفية تعامله مع الأزمة، واعترف بأن المعلومات لم تنشر بسرعة كافية.
وقال لتلفزيون الصين المركزي “لم نفصح عن المعلومات في الوقت المناسب، ولم نستخدم أيضا المعلومات بشكل فعال لتحسين عملنا”.
وذكر الكاتبان أن عامة الناس انتابهم غضب، حيث لم تعلمهم الدولة في وقت سابق بالمخاطر المحتملة الناجمة عن تفشي المرض، والذي يعتقد أنه بدأ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولم تطلعهم حتى على الاحتياطات التي ينبغي اتخاذها.
2- هناك خبراء تساءلوا عما إذا كانت تدابير الحجر الصحي التي اتخذتها الصين ناجعة، فقد أعلن عن القيود قبل ساعات من تنفيذها.
3- يخشى البعض من أن شدة القيود التي فرضتها الصين من الممكن أن تثير غضب الحشود تجاه المسؤولين الصحيين في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التعاون بين عامة الناس.
4- هناك شكوك بشأن فعالية تدابير الفحص في المطار، وذلك في أعقاب احتمالات إمكانية التقاط العدوى دون ظهور أي أعراض.
أخبار جيدة
ومع ذلك، يرى خبراء أن إجراءات الصين كانت فعالة وأدت للسيطرة على انتشار المرض، وأمس الاثنين أفادت منظمة الصحة العالمية بأن عدد الإصابات بفيروس كورونا يبدو أنه ينخفض في الصين، وذلك نقلا عن بيانات جديدة خاصة بتحليل أكثر من 44 ألف حالة إصابة بالفيروس.
يذكر أن مقاطعة هوبي كانت قد سجلت أمس 93 وفاة و1807 حالات إصابة جديدة بالفيروس.
ويرتفع بذلك إجمالي الوفيات في المقاطعة منذ بدء تفشي الفيروس إلى 1789 حالة والإصابات إلى 59 ألفا و989 بحسب اللجنة الصحية في المقاطعة، والتي أوضحت أيضا أن هناك 7862 مريضا تماثلوا للشفاء وخرجوا من المستشفيات.
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة “ساذرن متروبوليس ديلي” عن عالم الأوبئة الصيني الشهير تشونغ نانشان قوله إنه يتوقع أن تكون ذروة تفشي الفيروس في الفترة من منتصف وحتى أواخر شباط/فبراير الجاري.
وقال تشونغ إنه يتوقع أن يكون الوضع “مستقرا” بنهاية أبريل/نيسان المقبل.