تثير الأسماء الغريبة والقديمة الكثير من الإحراج لأصحابها، خاصة إذا كانت تحمل معاني قبيحة في المجتمع أو مثيرة للسخرية، الأمر الذي يترك أصحابها في حالة نفسية سيئة وربما يدفع للابتعاد عن المجتمع خوفا من مناداتهم بأسمائهم.
إن مواطنين ومواطنات سعوديين تقدموا بطلبات لاستبدال أسمائهم بأسماء أخرى عصرية أو أسماء دارجة في المجتمع للتخلص من العديد من الإحراجات التي سببتها أسماؤهم القديمة.
فقد أشارت الصحف إلى أن طلبات تغيير الأسماء جاءت من النساء أكثر من الرجال، وتنوعت الفئات العمرية للنساء اللواتي تقدمن لتغيير أسمائهن ولم تقتصر على الصغيرات في السن.
واستعرضت الصحف عددا من الأسماء التي طلب أصحابها تغييرها ومنها: “جملا ومشهوية وامباركة ومريحة حنيظل ومرعي وجريد”.
ودرجت كثير من المجتمعات على تسمية المواليد وفقا للموجود في البيئة الطبيعية والممتلكات أو وفقا لدول أو أسماء زعماء وشخصيات اجتماعية بارزة لها شعبية وحضور لدى الناس من باب الإعجاب بهم.
ويلجأ الأشخاص الذين يرغبون بتغيير أسمائهم إلى الجهات الرسمية والقضائية في دولهم من أجل السماح لهم باستبداله باسم آخر يكون أنسب، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تدقيق وموافقات رسمية وأمنية خوفا من وجود تشابه في الأسماء مع مطلوبين جنائيين للقضاء.
وقال الأخصائي النفسي الدكتور مجد الدين خمش إن اسم الإنسان يعبر عن هويته وكيانه ووجود اسم مريح وسهل ويرمز لمعان إيجابية ينعكس بالتالي على شخصية الإنسان.
وأوضح خمش أن تسمية المولود باسم مناسب وجميل هي “مسؤولية أخلاقية ودينية للوالدين لأنه سيعيش معه طوال حياته وسيستخدمه مئات المرات في اليوم إن لم يكن أكثر من ذلك فكيف لو كان قبيحا؟”.
ولفت إلى أن الاسم القبيح يترك صاحبه في دوامة تفكير ويبقى دائما يطرح سؤالا مهما على نفسه: “لماذا أحمل اسما قبيحا”.
وقال إن بعض الأسماء تنعكس على سلوك الأفراد واندفاعهم وإن لم تكن سمة عاملة مثل اسم “فهد “.
وشدد خمش على أن الاسم القبيح “يترك مشاعر سلبية ربما ينعكس على تصرفات الشخص ويحد من طموحاته لشعوره عند مناداته به أنه غير مقبول أو منبوذ في المجتمع”.
وحول العوامل التي تتحكم بالأسماء، المجتمع، حيث يقول الخبير النفسي إن “البيئة والسياسة تلعب دورا كبيرا في الأسماء بالإضافة لعوامل شخصية تتعلق بالأفراد كحبهم لشيء معين فيلجؤون لإطلاق اسمه على أبنائهم”.
وأشار إلى أن المراحل السياسية التي مرت وتمر في الوطن العربي فرضت أسماء معينة مثل أسماء الزعماء العرب وبعض الشخصيات التاريخية أو الشعبية.
وحذر خمش من خطورة التسمية وفقا للاعتبارات السياسية، مشيرا إلى أن الأحوال تتبدل وربما تحصل انقلابات سياسية ويدفع أصحاب أسماء معينة الثمن لتشابهها مع اسم زعيم تمت الإطاحة به.
يشار إلى أن وكالة الأحوال المدنية السعودية قالت في إحصائية أصدرتها عام 2015 إن 11 شخصا يوميا يعمدون إلى تغيير الاسم الأول عبر 130 فرعا للأحوال المدنية.
وقالت الوكالة إن 240 موافقة تصدر شهريا لتغيير أسماء مواطنين ومواطنات بمعدل 60 حالة أسبوعيا.
وجاء في الإحصائية أن أغلب من صدرت لهم موافقات بتغيير أسمائهم “نساء لكونهن يبحثن عن الجمال بصفة دائمة حتى في الأسماء”.