عقدت ادارة مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الـ34 ومن خلال لجنته الاعلامية مؤتمرا صحفيا عصر اليوم الاربعاء في فندق ميلينيوم-عمان، وعلى جلستين؛ الجلسة الاولى ضمت فرقتي “نايا الموسيقية النسائية” الاردنية و”شيوخ سلاطين الطرب” القادمة من حلب في سورية فيما الجلسة الثانية ضمت الفنانة اللبنانة جاهدة وهبه والشاعرة اللبنانية ماجدة داغر وشارك فيها امين عام وزارة الثقافة اللبنانية الدكتور علي الصمد، واداره عضو اللجنة الاعلامية الزميل طلعت شناعة.
وفي الجلسة الاولى من المؤتمر الصحفي عبرت مؤسسة ومديرة فرقة نايا واول مايسترو وعازفة قانون في الاردن الدكتورة رولا جرادات عن سعادتها واعضاء الفرقة بالتواجد في المهرجان بدورته الـ34، مشيرة الى انها ليست المشاركة الاولى للفرقة في المهرجان.
وبينت ان فرقة “نايا” تاسست عام 2011 وشاركت في العديد من المهرجانات المحلية الرئيسة على مستوى الاردن وفي المحافظات، كما شاركت في العديد من ابرز المهرجانات العربية والدولية.
وحول السؤال الذي دائما ما تواجه به “لماذا نايا نسائية” لفتت الى انه في الوقت الذي تتواجد فيه العديد من الفرق التي يكون جميع اعضائها من الرجال لا يطرح هكذا تساؤل، مبينة ان الفكرة جاءت من موضوع تمكين المرأة العربية لا سيما انها اثبتت حضورها وتواجدها في مختلف قطاعات الحياة وشؤونها من سياسية واقتصادية وادارية وابداعية واكاديمية وعلمية، ومن هنا انطلقت تلك الفكرة لتشكيل هذه الفرقة من الموسيقيات دون وجود اي رجل، الا انه لا غناء عن الرجل الذي يساند هذه الفرقة من خلال الفنيين والتقنيين واللوجستيات المختلفة.
وقالت جرادات إن الفرقة انطلقت في بداياتها بـ12 فتاة ورغم الصعوبات وخصوصية وضع المرأة في المجتمعات العربية ودورها كزوجة وام الا ان الفرقة استمرت وهي فرقة ملتزمة في زيها وادائها الذي تقدم فيه توليفة من الطرب العربي الاصيل من بلاد الشام والعراق ومصر وبلاد الخليج العربي والمغرب العربي، مؤكدة ان استمرارية اي مشروع اصعب من تأسيسه، مبينة ان معظم عضوات الفرقة محترفات ونصفهن من المتخصصات اكاديميا في الموسيقى.
ولفتت الى ان اول فرقة موسيقية وغنائية نسائية في الوطن العربي انطلقت من مصر عام 1972 ثم اخذ الامر العديد من السنوات الى ان تأسست فرقة نايا لتكون الفرقة النسائية الثانية عربيا، كاشفة عن ان “نايا” وبوصفها مشروعا وطنيا فإن الفرقة بصدد تأسيس جمعية خاصة للفرقة ستعمل بوصفها اكاديمية لتعليم الفتيات على الفنون الموسيقية والغناء من الفئات العمرية الاصغر سنا وستركز جهدها على المحافظات في المملكة لاستقطاب المواهب مما سيضمن استمرارية مشروع “نايا” لسنوات عديدة مقبلة.
واعربت عن ان مشاركة فرقة نايا في فعاليات المهرجان تمثل سعادة كبيرة لهم لا سيما في هذه الدورة التي مؤشراتها تؤكد انها ستكون مميزة وخصوصا بعد اطلاع الفرقة على خطة ادارة المهرجان التسويقية لبرنامج وفعاليات المهرجان، مشددة على ان مهرجان جرش هو مهرجان عالمي بكل المعايير ولا يقل اهمية عن اي مهرجان عربي آخر.
وبدوره قال عضو فرقة شيوخ سلاطين الطرب الفنان السوري عامر عجمي إن الفرقة تاسست في مدينة حلب وهي امتداد لشيوخ الطرب الذين لحنوا وألفوا الادوار والقدود الحلبية واسسوا للون من الطرب العربي بنكهة حلبية، مشيرا الى ان اول مشاركة للفرقة في “جرش” كانت عام 2004 كما شاركت في مهرجان الفحيص وللفرقة العديد من المشاركات في المهرجانات العربية والدولية ومنها “قرطاج” وفي المغرب وقطر والهند وغيرها.
وبين عجمي أن الفرقة بدأت بـ15 شخصا من اعضائها من الجنسين ووصل عدد اعضائها في اخر عرض قدمته الى 75 عضوا، مشيرا الى انها تقدم رقصة “السماح” ذات المرجعية الصوفية الاندلسية بالوزنين “الثقيل” و”السماعي”، ولوحات الدراويش والمولوية ذات المرجعية الاناضولية/التركية بنكهة حلبية ونفحات صوفية، معربا عن امله بان تنال اعجاب ورضى جمهور “جرش”.
واوضح ان الفرقة ستقدم في مشاركتها بالدورة الـ34 للمهرجان موشحات بعضها معروف لدى الجمهور والبعض الاخر سيقدم لاول مرة في “جرش” ووصلات اخرى ستصاحبها لوحات راقصة خاصة كما سيتضمن برنامج مشاركة الفرقة توليفة من التراث السوري والمصري والعراقي والتونسي واللبناني.
وفي الجلسة الثانية من المؤتمر والتي استهلها الدكتور الصمد الذي قال ” إن ما بين لبنان والاردن سنوات طويلة من التآلف والعلاقات الاخوية والصداقات، وحين نأتي الى الاردن، نأتي الى بلدنا”.
ونقل في حديثه اعتذار وزير الثقافة اللبناني الذي كان من المتوقع حضوره ومشاركته حفل افتتاح المهرجان وذلك لارتباطه بانطلاق فعاليات مهرجان صور يوم غد الخميس.
وقال نحن في لبنان نفخر بالشاعرة ماجدة داغر والفنانة جاهدة وهبه ونعتبرهما سفيرتين تمثلان وجه لبنان الحضاري والثقافي والفني، مؤكدا ان مشاركتهما في “جرش” ستكون رائعة وثرية بالاداء الاصيل والشعر والكلمة وما ستقدمانه من توليفة مميزة من القصائد والاداء الشعري والغنائي.
وبدورها قالت الفنانة وهبه “انه شرف لنا ان نكون موجودين في هذا المهرجان العريق وفي هذه الدورة التي تحمل القا وتميزا مختلفا”.
وألقت قصيدة عن جرش استهلتها بـ (قل للمدينة في الصباح المشرق،،، ماذا سحرت بنورك المترقرق)، وتضمنت كذلك ابيات؛
(جرش وانت مليحة سطعت،،، على جيد الزمان وصدره المتألق
دُعي على الاردن عطرا زاهيا،،، يزهر بك التاريخ نور المشرق).
واعربت عن سعادتها بكل الحفاوة التي تم استقبلهما بها، لافتة الى انهما لمستا ان دورة المهرجان الـ34 لها حلة مختلفة وألق آخر، وانهما نسجتا بالحب اطر الكلمات لعمان.
وقالت انها مع الشاعر داغر ستقدمان توليفات ترتكز على قصائد لشعراء عرب واجانب باسلوب مموسق ومنهم المتنبي ومحمود درويش وادونيس، كاشفة عن انهما ستقدمان قصائد لشعراء اردنيين ومن ابرزهم “عرار” ومن خلال فسيفساء شعرية غنائية متميزة تتداخل فيها الايقاعات والارتحال الى ارض الدهشة.
وبينت ان برنامج فعاليتهما سيتضمن على بعض الاغنيات الكلاسيكية العربية لكبار المطربين والمطربات العرب ومنها ام كلثوم وفيروز بتوزيع موسيقي جديد، كما ستتضمن فعاليتهما قصائد واغن تعبر عن حب الوطن والارض وانسانية الانسان واخرى صوفية المنحى.
ولفتت الى انه سيشاركهما في الفعالية نجلي الفنان مارسيل خليفة الفنانان ساري وعياد بالاضافة الى موسيقيين آخرين.
وقالت “اننا جميعا مدعوين في ظل هذه الغوغائية التي تجتاج مجتمعاتنا العربية العمل على نشر الوعي والجمال والدهشة لحماية مجتمعاتنا من الافكار الظلامية والعنصرية والغوغائية”.
وقالت الشاعرة داغر “اننا حين نطأ ارض الاردن نشعر بأننا في منطقة من لبنان لشدة التشابه والتآخي بين البلدين الشقيقين”.
واشارت الى ان هذه المشاركة الثانية لها في “جرش” واصفة إياها “بهذا المكان الساحر والآسر الذي شعرت عندما وقفت على مسرحه بأنني اصعد الى السماء”.
وقالت “انني محظوظة في هذه الشراكة والتوأمة والتواطوء الجميل مع الفنانة المتميزة جاهده وهبه التي تحظى بجمهور كبير، وفي هذه الرفقة الشعرية الموسيقية التي تعبر عن مسيرة طويلة لاعادة الفن الحقيقي والشرقي الى منزلته التي يستحق”.