نظمت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين ، بالتعاون مع الجمعية الإسلامية لطلاب الجامعات في إندونيسيا، مؤتمراً دولياً بعنوان «المواقع الإسلامية المقدسة في المملكة العربية السعودية والدور المستقبلي للدول الإسلامية في الإدارة والتطوير».
وسلط المؤتمر، الذي عقد في مقر الجمعية الإسلامية لطلاب الجامعات في جاكرتا، الضوء على ضرورة إشراك الأمة الإسلامية في تنظيم وإدارة السعودية للحرمين، وكيفية مشاركة الدول الإسلامية الفعالة في إدارة وتطوير شؤون الحج والعمرة.
تضمن المؤتمر عرض خارطة طريق لكيفية مواجهة الأخطاء السعودية في إدارة المواقع الإسلامية في ظل سوء الإدارة الحالية، كما ناقش المؤتمر تدمير وتشويه المملكة العربية السعودية للتاريخ الإسلامي في مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من المواقع الإسلامية التاريخية.
واستضاف المؤتمر نخبة من العلماء والشخصيات العالمية للتحدث في المواضيع آنفة الذكر، وسط مشاركة واسعة لبرلمانيين ووزراء سابقين وشخصيات دينية ووطنية.
وقالت الهيئة، إن من بين المشاركين نائب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الإندونيسي السابق الدكتور نصر الدين عمر، وعضو البرلمان السابق ساريوتي اشارتي، والأستاذ الدكتور ديدي ورزيادا رئيس الجامعة الإسلامية، والباحث الإسلامي مجتهد هاشم، والأمين العام لمنظمة الطلاب المسلمين في الهند سيوجات علي، والدكتور موسني عمر رئيس جامعة ابن خلدون.
وركز المتحدثون على اقتراح خطط فعالة لمشاركة الأمة الإسلامية في إدارة جميع الأماكن المقدسة وشؤون الحج والعمرة.
وأنشئت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018، هدفها ضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.
وافتتح المؤتمر الدكتور ديدي روزيادا، رئيس الجامعة الإسلامية في جاكرتا، مؤكداً أن المؤتمر يقدم رؤية وخطة واضحة للإدارة السليمة للمواقع الإسلامية المقدسة في السعودية، خاصة بعد فشل الإدارة السعودية الحالية في إدارة المشاعر المقدسة واستغلال مناسك الحج والعمرة لتوجهات وتطلعات السعودية السياسية والاقتصادية.
وتحدث المفكر الإسلامي والعضو السابق في البرلمان الإندونيسي، سايوتي أشاتري، حول الأبعاد السياسية والاجتماعية للحج، وقد استشهد بأمثلة حول الهدف الرئيسي من الحج كونه الفريضة الإسلامية الخامسة، وربط المفكر الإسلامي بين أحد أهم أهداف الحج الرئيسية، وهو المساواة بين جميع البشر بغض النظر عن اللون والجنس والعرق والاختلافات بشتى أنواعها وبين ما تمارسه السعودية من معارضة لهذه القيم الإسلامية الثابتة.
وبدوره تحدث الباحث الإسلامي، مجتهد هاشم، عن كيفية استخدام العائلة الحاكمة في السعودية للحج والعمرة كأداة سياسية ضد الدول الإسلامية والمسلمين، واستشهد الباحث بأمثلة على استخدام السعودية لتوجهاتها السياسية في إدارة الحج والعمرة من حيث اعتقال وترحيل وحرمان ومنع الكثير من المسلمين حول العالم وذلك لأسباب سياسية، ومن جهة أخرى تحدث السيد مجتهد هاشم عن استخدام منابر الحرمين في السعودية للأغراض السياسية بدلاً من تعليم الناس أمور دينهم.
وعرض أ. د. نصر الدين عمر، إمام مسجد الاستقلال، ورئيس معهد العلوم القرآنية، نائب وزير الشؤون الدينية السابق (2011-2014)، موقف الإسلام والقانون الدولي بشأن منع الناس من أداء شعائرهم الدينية، واستشهد بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية الشريفة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية عن منع الناس من ممارسة شعائرهم الدينية.
وذكر سيوجات علي، الأمين العام لمنظمة الطلاب المسلمين في الهند، كيفية مواجهة مسلمي الهند للتحديات السعودية بخلط الحج كفريضة إسلامية هامة لجميع المسلمين بسياسة المملكة السعودية، ومنع المسلمين من تأدية مناسك الحج والعمرة لاختلافات سياسية مع حكام السعودية.
وقال أ. الدكتور موسني عمر رئيس جامعة ابن خلدون، إن هذا هو الوقت المناسب لتدخل الأمة الإسلامية والدول الإسلامية والمشاركة في إدارة مناسك الحج والعمرة وفصل الأمور الدينية التي تهم جميع المسلمين عن الشؤون السياسية للملكة العربية السعودية، خاصة وأن الإدارة السعودية للحج أثبتت فشلها في إدارة جميع الشعائر المقدسة في السعودية.
وشدد الدكتور موسني على أن هذه الأماكن المقدسة في السعودية تنتمي لجميع المسلمين وليست حكراً على دولة أو حزب أو شخص معين.
وخرج المؤتمر، بعدد من التوصيات:
أولاً: يثمن المؤتمر جهود الهيئة الدولية والجمعية الإسلامية لطلبة الجامعات في إندونيسيا في تحقيق التعاون والتنسيق بين مؤسساتهم في سبيل العمل على إشراك الدول والحكومات والمنظمات الإسلامية للمشاركة في إدارة المشاعر المقدسة في السعودية.
ثانياً: يؤكد المؤتمر على أهمية استمرار الهيئة الدولية في عقد مثل هذه المؤتمرات والندوات لما لها من دور كبير في استعراض التحديات التي تواجه المسلمين في أداء شعائرهم الدينية.
ثالثاً: وضع الخطط الواضحة لكيفية إشراك الدول والحكومات والمنظمات الإسلامية في إدارة المشاعر الإسلامية المقدسة في السعودية، وذلك بسبب فشل الإدارة الحالية في إدارة المشاعر المقدسة.
رابعاً: العمل على رصد أخطاء وفشل السعودية في إدارة كافة المشاعر الإسلامية في السعودية، خاصة مناسك الحج والعمرة.
خامساً: رفع تقرير مفصل للمؤسسات الإنسانية والدولية حول الانتهاكات التي تمارسها المملكة السعودية بحق المسلمين من اعتقال ومنع وترحيل وإهانة.
سادساً: رفع تقرير لمنظمة اليونيسكو بشأن تدمير السعودية للأماكن الإسلامية الأثرية في المملكة العربية السعودية.
سابعاً: التأكيد على وجوب التواصل مع جميع المؤسسات الحقوقية والأفراد لرصد انتهاكات السعودية بحق المسلمين.