المسجد الحرام مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس، ثلاث مدن مقدسة بالنسبة للمسلمين، فيها أهمّ الأماكن الدينية التي يتوجه إليها المسلمين للعبادة وتقديس الله سبحانه وتعالى.
مكة المكرمة فيها أهم مسجد للمسلمين وقبلتهم في صلواتهم المفروضة عليهم ألا وهي المسجد الحرام، وفي المدينة المنورة هناك المسجد النبويّ الشريف، أمّا في مدينة القدس الشريف فهناك المسجد الأقصى المبارك.
في مقالنا هذا سنتحدّث عن المسجد الحرام وما فيه، حيث يوجد فيه أهم معلم إسلاميّ شريف ومقدّس، ألا وهي الكعبة المشرّفة.
وهذه الكعبة هي قبلة المسلمين، وحولها يطوفون في حجتهم وعمرتهم، وهي أوّل بيت لله وضع في هذه الأرض حسب ما يعتقده المسلمين.
أوّل من بنى الكعبة المشرّفة يعتبر أوّل من بنى الكعبة المشرّفة سيد الخلق آدم عليه السلام، ثمّ أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يرفع قواعد الكعبة المشرفة.
تقع الكعبة في وسط المسجد الحرام، وهي على شكل غرفة كبيرة مرتفعة البناء، وهي مربعة الشكل، أمّا ارتفاعها فهو يبلغ خمسة عشر متراً.
وقد كان عبد المطلب بن هاشم أوّل من حلّى الكعبة بالذهب وأوّل من صنع لها باباً من حديد وطلاه بالذهب.
من ماذا تتكوّن الكعبة تتكوّن الكعبة من باب الكعبة، والميزاب، والملتزم، والشاذروان، وأركانها الأربعة (اليماني، والعراقي، والشامي، والشرقي)، والحجر الأسود، ومقام إبراهيم، وحجر إسماعيل.
أمّا الكعبة فلها أسماء مختلفة أخرى، مثل بكّة، والبنية، وقادس، والدُّوَّار.
وقد ذكرت في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، يقول تعالى: “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ” (سورة إبراهيم: 37) .
تمتاز الكعبة المشرّفة لدى الناظر إليها برهبة وهيبة وخشوع عظيم، وهي مكسوة بغطاء أسود اللون، كما وتغطّى بغطاء أبيض اللون في فترة الحج. لماذا لون كسوة الكعبة أسود؟ هل هي سنّة متبعة؟ كسوة الكعبة كثير من المسلمين من يعتقد أنّ كسوة الكعبة السوداء هي سنّة من السنن، وهذا غير صحيح.
في بداية عهد الإسلام كان الرسول “محمّد صلّ الله عليه وسلّم” أوّل من كسا الكعبة المشرّفة، وقد كساها بالثياب اليمانيّة، وهي ثياب مخططة بيضاء وحمراء.
بعد ذلك كساها الحجّاج بالديباج، والمأمون كساها بالديباج الأحمر والديباج الأبيض أحياناً أخرى.
لو اطلعنا أكثر على كتب التاريخ والتي تدرس تاريخ الكعبة المشرفة، لنجد أنّها لم تكسى طوال الوقت باللون الأسود فقط، بل كسيت بأكثر من لون. ومن هنا يتضح لنا أنّ سواد غطاء الكعبة ليس أمراً مسنوناً أو أمراً إلهياً، بل على العكس فقد عرف أنّ سوادها ما هو إلا عرف وعادة إسلامية فقط.
أمّا في أيّامنا هذه فإنّ المملكة العربيّة السعوديّة هي المسؤولة عن كسوة الكعبة، وقد أنشأت مصنعاً خاصّاُ لحياكة غطاء الكعبة، وهي تنتجه بأفضل المواصفات وأجملها من حيث التطريز والخطوط واستخدام الذهب في ذلك. ولذلك فإنّ المملكة حالياّ هي المسؤولة عن تقرير لون الكسوة لا أكثر.