عندما يتغير لون قشر الموز فلا يدل ذلك على أنه في حالة سيئة أو أنه فقد العناصر الغذائية، بل يمكنك الاستفادة من الموز الناضج قبل أن ينتهي به المطاف في سلة القمامة.
إنه من المؤكد أننا اشترينا الموز من بائع الغلال ونسيناه في سلة الفاكهة إلى أن أصبح لونه الأصفر تشوبه بقع بنية، فماذا نفعل في هذه الحالة؟ هل نستهلكه أم نرميه في سلة المهملات لأن لونه لم يعد جذابا؟
إذا كنت من الأشخاص الذين يرمون الموز لهذا السبب فيجب أن تعلم أنه من الخطأ إهدار هذه الفاكهة، لأن البقع البنية ليست سوى علامة على نضجها.
وحسب أخصائية التغذية آنا نونييث “فعندما يكون لديك موز في المنزل ستلاحظ أن لونه تغير من الأخضر إلى الأصفر ثم تظهر عليه بقع بنية.. إذا تركته جانبا كي يستمر في النضج سيتغير لونه إلى البني الداكن”. بمجرد الحصول على هذه الفاكهة، لا ينصح بتخزينها في الثلاجة لأن “البرد يمكن أن يسبب لها بقعا يمكن أن تجعلنا نخلط بينها وبين نقطة النضج”.
لكن، هل تعني بقع النضج هذه أنه لا يمكننا تناول حبة الموز؟
توضح الخبيرة نونييث أنه “كلما ظهر على الموز بقع أكثر فذلك يعني أنه ناضج للغاية، لكن يمكننا الاستمرار في استهلاكه لأنه لا يزال في حالة جيدة”. وتضيف أن الفرق الوحيد أن “الموز في هذه الحالة يحتوي على مزيد من السكريات مقابل نسبة أقل من الألياف”.
وذكرت أن خيار استهلاك الموز في هذه الحالة من عدمه يعود إلى الشخص، وفي هذا يقول مانويل مونيينو رئيس اللجنة العلمية لجمعية “5 أل.ديا” ومنسق التحالف العالمي لتعزيز استهلاك الفاكهة والخضروات، إنها “مسألة ذوق نظرا لأن هناك أشخاصا يفضلون قوام وطعم الموز الأقل نضجا”.
أسباب تناول الموز
أوضحت الكاتبة أن الموز فاكهة ذات قيمة غذائية كبيرة، ويمكننا العثور عليها في السوق على مدار العام. وبما أنه يواصل عملية نضجه بعد قطفه، فهناك من يشترون الموز أخضر اللون أو الأصفر فقط، لكنهم يجهلون أن الموز الناضج له فوائد عديدة.
ووفقا لخبيرة التغذية ناثريت بيريرا فإن “الموز يتميز باحتوائه على نسبة هامة من الكربوهيدرات، وخاصة السكريات، عندما يكون ناضجا.. إنه يمثل مصدر طاقة سريعا إلى جانب العناصر الغذائية والألياف”.
من جهته، يكشف الخبير مانويل مونيينو أن الفيتامينات والمعادن لا تتأثر بشكل كبير بعملية نضج هذه الفاكهة، “إلا إذا وصلت مستويات النضج حدّ التعفن”.
ويشير إلى أن هذه الفاكهة مثالية للرياضيين لاحتوائها على البوتاسيوم الذي يساهم في تعزيز الأداء الطبيعي للعضلات، وعلى السكريات أيضا خاصة عندما تكون ناضجة، حيث تسهّل تجديد الطاقة التي يحرقها الجسم أثناء ممارسة التمارين”.
بالإضافة إلى ذلك، يكون هضم الموز أسرع وأخف بحسب درجة نضجه، فكلما زاد نضجه زادت سهولة هضمه. وتوضح الخبيرة بيريرا أنه “كلما كان لون الموز أكثر ميلا نحو الأخضر، استغرق هضمه وقتا أطول، ويرتبط ذلك بمستويات النشا التي تختفي مع نضج الثمرة التي تتحول إلى فركتوز. ومن جانب آخر، يعدّ الموز الأخضر أكثر ثراء بالنشا، مما يسبب صعوبة في هضمه”.
كيف تستفيد من الموز الناضج؟
رغم كونها واحدة من الفواكه المفضلة فإننا نتجنب أكلها أحيانا عندما يميل لونها إلى البني. ونظرا لأن المسألة شائعة جدا في جميع المنازل تقريبا، طوّر خبراء التغذية سلسلة من الوصفات حتى يظل الموز مفيدا في نظامنا الغذائي ولا ينتهي به المطاف في كيس القمامة.
وفي هذا الإطار، تنصح خبيرة التغذية بيريرا بالقيام بما يلي:
1- هرسه بشوكة إلى أن يتحول إلى مهروس، ثم دهن الخبز المحمص به.
2- صنع كعكة من الموز والشوفان.
3- صنع آيس كريم الموز، “فبعد تقطيع الفاكهة، يستحسن أن نجمدها ثم نهرسها بآلة قوية حتى تحصل على قوام دسم.. يمكن تقديمه مع رقائق الشوكولاته أو ممزوجا مع فواكه أخرى، مع إضافة القرفة”.
4- الموز المشوي كطبق جانبي أو حلوى.
5- مخفوق الشوكولاته والموز والأفوكادو.
تنصح آنا نونييث بإضافة الموز إلى مخفوق مع رقائق الشوفان، أو مشروب الخضروات أو الحليب، أو مع مسحوق الكاكاو الصافي والقرفة، أو حتى صنع الفطائر به.