لا شك أن الصورة الذهنية النمطية حول الاستحمام بماء بارد تعكس – بشكل عام – انطباعاً سلبياً، ولعل أقرب الأدلة على ذلك هو التعبير الشائع باللهجة المصرية العامية الذي يقول: “أخدت دش بارد”، والذي يعني أن شخصاً ما أو أحد الوالدين على سبيل المثال قام بتوبيخه، وبالطبع لا يكون الأمر لطيفا وممتعًا على الإطلاق إذا نفذ الماء الساخن في منتصف الاستحمام.
إلا أن الاستحمام بالماء البارد يعتبر في الواقع تجربة رائعة ومتعدد الفوائد :
1- الاستيقاظ سريعا
يتفوق الدش البارد في الصباح على فنجان القهوة.
ويعد من أكثر الأنشطة المحفزة التي يمكنك القيام بها صباحاً.
كما أن الدش البارد في الصباح لا يؤدي على الإطلاق لأي أعراض ذات جوانب سلبية بعكس القهوة التي يؤدي عدم تناولها إلى نقص الكافيين في الجسم.
2- خفض التوتر وتعزيز الأيض
إذا كان الشخص يعاني من الكثير من الدهون في البطن العنيدة، فإن الدش البارد هو الحل، كتمرين يساعد في تحسين التمثيل الغذائي.
وفي حين يبدو الحمام البارد في الصباح مجهدا، إلا أنه على مستوى الخلايا، يعد تمريناً يؤدي للاسترخاء والحد من الإجهاد التأكسدي.
وفي الواقع، فإنك بمجرد أن تنتهي من الحمام البارد، تدخل في حالة ارتخاء “سمبتاوي”، أي وضع الراحة والاسترخاء في الجسم.
أما بالنسبة لعملية الأيض، فإن غمر الجسم بسرعة في درجات الحرارة الباردة يشجع على تحويل الدهون البيضاء غير الصحية إلى دهون بنية سريعة الحرق.
3- تحسين الدورة الدموية
كما يحفز الماء البارد تدفق الدم والخلايا الليمفاوية في اتجاه الأوعية العميقة للأعضاء، مما يساعد الجسم على إزالة النفايات بشكل أكثر كفاءة. ويؤدي إلى تحسين المناعة الطبيعية وصحة القلب.
وفي نفس الوقت، لا يعد البقاء طويلا في الماء البارد تصرفا جيدا، لأنك تؤثر سلباً على حركة الدورة الدموية في الأطراف، ولكن يمكن أن تكون عادة مفيدة إذا تم تكرارها باعتدال للوصول إلى حالة صحية جيدة للغاية.
4-تحسين وظيفة المناعة الطبيعية
إلى ذلك، يؤدي التعرض باعتدال لدرجات حرارة باردة إلى تعزيز جهاز المناعة الطبيعي عن طريق زيادة عدد خلايا الدم البيضاء التي تحارب الأمراض في أجسامنا.
5-تحسين البشرة وصحة الشعر
وفي حين يدمر الماء الساخن الشعر والجلد الرقيق، خاصة إذا كان روتينا يوميا متكررا وبدرجات حرارة عالية، يؤدي الماء البارد إلى إغلاق المسام، مما يعني أن البشرة تحتفظ بجزء أكبر من زيوتها الطبيعية الصحية، كما يحصل الشعر على لمعان ورونق طبيعي.
6-تقليل الالتهاب وسرعة الشفاء
يعلم الكثير منا أن الرياضيين المحترفين يأخذون حمامات الجليد بشكل منتظم، لأن الماء البارد يثبط إنتاج حامض اللبنيك ويبطئ الالتهاب، الذي ينتج عن وجودهما إنهاك للعضلات والالتهابات. وقد أثبتت التجارب العملية، التي ترتب على أساسها شيوع هذا التمرين، تقليل الألم والالتهاب خلال 4 أيام.
7- علاج الاكتئاب
لا يوجد مثيل للماء البارد في إحداث صدمة للنظام. فوفقا للبحوث، يحفز الاستحمام بدش بارد، مركز المصدر الرئيسي من الـnoradrenaline نورادرينالين (ويسمى أيضا الـ norepinephrine نورابينيفرين)، الذي يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب.
كما يتسبب الماء البارد في دفع النهايات الحساسة للأعصاب في الجلد إلى إرسال “كمية هائلة من النبضات الكهربائية من نهايات الأعصاب الطرفية إلى المخ، والتي يمكن أن تؤدي إلى تأثير مضاد للاكتئاب”.
وفي الواقع، يدعي بعض الباحثين أن الدش البارد المنتظم يمكن أن يكون أكثر فعالية من مضادات الاكتئاب، على الرغم من ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث.
8-حماية البيئة
إلى ذلك، كلما قل عدد مرات الدش الساخن، قل استخدام السخان، الذي يعمل بشكل أقل، مما يعني استخدام كميات أقل من النفط والغاز أو الكهرباء.
قد يبدو الأمر بسيطا في حد ذاته، لكن تقليل استخدام الوقود الأحفوري بأي كمية يعتبر خطوة إيجابية باتجاه الحفاظ على البيئة.