فتيات في عمر المراهقة او اقل او اكثر، ينتسبّن لفنون قتالية بأنواعها ويدخلن في تدريبات قد تكون قاسية حسب احدى المتدربات والتي تجد انها تتلقى التدريبات مع شباب محترفين اذ تخلو القاعات الرياضة من مدربات في هذا المستوى الرياضي، ما يؤكد انها تتلقى تدريبات عالية المستوى او انها تخضع لنظام رياضي شديد في فنون القتال، ما يعرضها للضرب المبرح خلال التدريب، من اجل ان تكون على مستوى عال من التدريب يؤهلها للمشاركة او الاحتراف او الدفاع عن نفسها بحسب اخريات، وفيما تشهد قاعات التدريب دخول عدد كبير من الفتيات، دون ان تتلقى أي متدربة منهن أجورا او راتبا او منحة مادية او حتى أجور تنقلاتها من بيتها الى القاعات التي تقع على شارع أبو نؤاس او في أماكن أخرى.. صحيفة “الصباح الجديد” اجرت حوارات مع عدد من المتدربات على الفنون القتالية لمعرفة الأسباب التي ساقتهن للانخراط بهذه الرياضة.
تشجيع الفتاة على الفنون القتالية
بسمة احمد لاعبة كراتيه تقول: بدايتي كانت مع رياضة الفروسية ولأكثر من خمس سنوات، ثم انتقلت الى رياضة (الكيوكوشنكاي) وقد حصلت على المركز الاول في بطولة العرب في تونس سنة ٢٠١٨ وهذه الرياضة غيرت حياتي ووجدت ان لي شغف فيها فكان تواصلي مع التدريبات والصبر من اجل ان اصل الى العالمية.
وتابعت: دخول الفتيات لرياضة الفنون القتالية من اعمار المراهقة او حتى اقل دليل على وعي المجتمع او وعي العائلة العراقية بانها لا تمنع الفتاة من المشاركة في الفنون القتالية بالإضافة الى ان هذه الرياضة تمنح الفتاة الثقة بالنفس وعدم الحاجة لشخص يحميها من بعض المواقف التي قد تتعرض لها في الشارع، والمعروف ان المجتمعات ترتقي بالرياضة، لذا ادعو الجهات المختصة لتوفير الدعم والإمكانيات للنهوض بالفنون القتالية وتخصيص رواتب لكل المتدربين من اجل تطويرها وتشجيع المواهب الرياضية.
تمنحني الثقة والقوة
سارة فاضل قالت: حين تعلمت الفنون القتالية شعرت بقوة شخصيتي، وأصبحت فتاة جديدة غير التي كانت قبل الانتساب الى الفنون القتالية اذ كنت خجولة منطوية، واعتقدت ان هذه الرياضة قد تفيدني في الدفاع عن نفسي في الشارع، لكني لحد الان لم اتعرض لما يجعلني استخدمها كقوة ضد التحرش.
لندا حاتم شاركتنا الحديث وقالت: دخلت الى رياضة الفنون القتالية منذ اكثر من سنتين واتدرب على القتال مع شباب فأتلقى ضربات قوية، حتى اعرف كيف اواجه الخصم مهما كان قوي، وهي رياضة لها مستقبل جيد بسبب اقبال الكثيرات عليها ما أدى الى افتتاح قاعات جديدة تحت اشراف كادر نسوي، وهناك استعدادات للمشاركة في البطولات مثل بطولة اسيا والامارات على الرغم من ان النشاطات متوقفة الان بسبب جائحة كورونا، اما سبب انخراط الفتيات في الفنون القتالية هو للحصول على جسم مثالي ولتكون للفتاة القدرة للدفاع عن نفسها.
نصائح أستاذة جامعية
اما د. سهام فيوري مدير وحدة التربية الرياضية والفنية في كلية التربية ابن الهيثم – جامعة بغداد وعضوة لجنة التنمية المستدامة في وزارة التخطيط.
قالت: نعم اجد ان هناك فتيات يتجهن للتدريب على الفنون القتالية وهذا يعود للخوف من تنمر الشباب وكثرة تحرش الشباب بالبنات، وكان لزاما عليها ان تدافع عن نفسها في ظل غياب ثقافة إقامة دعوى على الشباب ولايوجد خط اتصال مباشر مع وزارة الداخلية خاص بهذا الموضوع بالإضافة الى ان دخول الفتاة الى مراكز الشرطة لتسجيل دعوى تحرش، قضية اجتماعية صعبة لايتقبلها البعض، لذا تجد الكثيرات ان تعلم القتال يعطيها فرصة لأخذ حقها بيدها.
ونحن نقول:
على الرغم من هذه القناعة التي سادت عند الفتيات بان الفنون القتالية ضرورية لتلافي تنمر الشباب الا ان أي منهن لم تستخدم هذه القوة في الشارع، وعلى صعيد اخر ندعو وزارة الرياضة والشباب إعطاء الأهمية للمتدربات وتخصيص رواتب او منح شهرية لتشجيع الرياضة النسوية بشكل عام.