فيما باتت الاستشارات التمهيدية للتكليف والتأليف خلف المشهد السياسي، وبدأت رحلة التأليف التي يأمل الرئيس المكلّف سعد الحريري أن لا تكون مزروعة بالتعقيدات.
أنّ الحريري، الذي استقبل أمس سفراء دول الخليج للتأكيد على دعمه في موقع رئاسة السلطة التنفيذية، فنّد المطالب التي استمع إليها من النواب التي قد تفضي إلى الذهاب نحو حكومة ثلاثينية على رغم رغبته بحكومة لا تتجاوز 24 وزيراً.
وشدّدت مصادر متابعة على أن الكرة أصبحت في ملعب القوى السياسية التي عليها أن تنسجم مع الإيجابيات التي تسود البلاد، وتخفّف من حجم ووطأة مطالبها والمطالب التعجيزية، ولفتت إلى أن هناك «علامة سوداء» ظهرت على خطّ بعض القوى، وتجلّت في ما يشبه «النهَم» على الحقائب والوزارات والمطالبة بحصص لاواقعية.
ووسط استعداد صريح وعلني من الرؤساء الثلاثة للاندفاع معاً نحو ورشة إعمار البلد، سياسياً وأمنياً وتوافقياً، طوى الحريري صفحة استشاراته النيابية غير الملزمة.
وشرع يُعدّ العدّة لبدء مرحلة الجوجلة (التصفية)، والتي تبدو مهمته فيها دقيقة جداً، نظراً إلى حجم المطالب التي تلقّاها، وخصوصاً من بعض من يُعتبرون في صف الحلفاء، الذين طرحوا مطالب بحصص وحقائب بأحجام تفوق أحجامهم السياسية والنيابية، بما يلقي على الرئيس المكلّف مسؤولية حسّاسة في كيفية ابتداع المخارج لتجاوز هذا «النهم» الوزاري واحتوائه.
وكما أنّ هذا «النهم» ليس مريحاً للحريري، فإنه ليس مريحاً أيضاً للرئاستين الأولى والثانية. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكما يؤكّد المطلعون على موقفه، يرى ضرورة ألّا توضع العراقيل من أي جانب. أما رئيس مجلس النواب نبيه برّي، فقارب «المطالب التعجيزية» على طريقته، باعتبارها لن تكون عاملاً مسهّلاً، بل هي عامل معقّد ومؤخِّر ومضيِّع لمزيد من الوقت.
بورصة التوزير
وبحسب المعلومات أيضاً، فإنّ الحريري سيسعى سريعاً لوضع صيغة لحكومة ثلاثينية، قبل أن يشرع في المشاورات اللازمة مع الجميع من دون استثناء، حول كيفية توزيع الحقائب وإنزال الأسماء عليها. ونُقِل عن الحريري قوله إنه يرغب بحكومة موسّعة لا تستثني أحداً سوى من يستثني نفسه. ووسط ترقّب داخلي هادئ لمسار تأليف الحكومة..
وتوقعات متفائلة تجعل مدة التأليف لا تتعدّى أسبوعاً أو أسبوعين، تردّدت معلومات مفادها أن الرئيس المكلّف سيسعى مع برّي إلى جوجلة مطالب الفريق الذي يمثله الأخير، والذي يضمّ إلى حركة أمل حزب الله وسائر فرقاء قوى 8 آذار.
وفي المعلومات أيضاً أن حصة عون في الحكومة ستتضمّن، استناداً إلى الترجيحات، العميد شامل روكز في وزارة الدفاع والوزير الحالي الياس بوصعب في الخارجية والوزير جبران باسيل وزير دولة.