للجانب النفسي أهمية كبرى في محاولاتنا للتخلص من تلك الكيلوغرامات الزائدة المزعجة. فكم من مرة نشعر باليأس من اتباع حمية فيما نرى من حولنا يستمتع بتناول أشهى الأطعمة؟ يعتبر هذا من العوامل الاساسية التي تساهم في فشل الحميات ومحاولات خفض الوزن.
أما اتباع الزوجين حمية معاً فيبدو عنصراً إيجابياً يلعب دوراً مهماً في تشجيع كل منهما على المثابرة للتخلص من الكيلوغرامات الزائدة.
ووفق اختصاصية التغذية نور الصايغ، صحيح ان للرجل حاجات غذائية كبرى، لكن يمكن تعديل الحمية بما يتناسب مع كل من الزوجين، بما أن فكرة الحمية المشتركة هي الأهم.
إلى أي مدى يمكن أن يتبع الزوجان حمية مشتركة ناجحة فيما لكل منهما حاجاتغذائية مختلفة؟
صحيح أن الحاجات الغذائية للرجل هي أكثر بكثير مقارنةً بالمرأة، بما أن معدل العضلات في جسمه مرتفع أكثر، وبالتالي تكون قدرة جسمه على حرق الطاقة والوحدات الحرارية أهم نظراً لنشاط عملية الأيض… على عكس المرأة التي يكون معدل العضلات لديها منخفضاً أكثر فيما يكون معدل الدهون أعلى، لأن لجسمها حاجات كبرى في مراحل الحمل والإرضاع، مما يجعل نشاط عملية الأيض لديها أقل مع انخفاض معدل العضلات في جسمها مقارنة برجل في السن نفسها وفي معدل الطول نفسه.
مع الإشارة إلى أن الطول والسن يلعبان دوراً مهماً في هذه الحالة في اختلاف نشاط عملية الأيض. وبما أن حاجات الرجل تختلف عن حاجات المرأة، لا بد من أخذ هذا في الاعتبار في الحمية التي توصف لكل منهما، لكن تبقى لفكرة الحمية المشتركة للزوجين أهمية كبرى.
كيف يستفيد الزوجان من اتباعهما حمية مشتركة؟
عندما يتبع الزوجان حمية مشتركة، فإنهما بذلك يساعدان بعضهما بعضاً ويشجع كل منهما الآخر على الاستمرار والمثابرة. فلا يشعر أي منهما بالحرمان، ولا يتعرض لمغريات في الغذاء كما هي الحال عند خضوعه لحمية منفرداً.
لكن مما لا شك فيه أن دور المرأة يبقى هو الأهم لأنها تطهو وتحضّر وتنمّي العادات الغذائية الصحيحة لدى زوجها وجميع أفراد عائلتها. فإذا لم تكن مهتمة بهذه الأمور وبالنظام الغذائي الصحي، تشجع زوجها على عدم الاكتراث وتؤثر فيه سلباً، والعكس صحيح.
ومن الواضح أن المشكلة الكبرى التي يواجهها من يتبع حمية، خصوصاً في ما يتعلق بالزوجين، هي مسألة تناول الطعام خارج المنزل في المطعم، حيث يخطئ كثر في الاختيار وتكثر المغريات.
وهنا تبرز أكثر أهمية اتباع الزوجين حمية مشتركة لتكون اختياراتهما متقاربة وصحيحة من دون أن يدفع أي منهما الآخر إلى الخطأ.
هل يعتبر الطعام في المطاعم غير صحي دائماً ولا يمكن أن تكون فيه اختيارات صحية؟
بشكل عام، يبدو الطعام في المطاعم غنياً بالدهون المشبعة والكوليسترول والوحدات الحرارية. لكن هذا لا يعني أن على الجميع الامتناع عن تناول الطعام خارج المنزل.
الأهم هو الاعتدال وكسر الروتين بتناول الطعام خارج المنزل مرة في الاسبوع لا أكثر في حال الرغبة في الحفاظ على الوزن. صحيح ان أكل المطاعم لا يعتبر صحياً، لكن ثمة اختيارات صحية فيها دائماً يمكن التوجه إليها لتجنب زيادة الوزن.
- يجب عدم التنويع كثيراً في المطعم بتناول أطباق عدة، بل يجب التركيز على طبق واحد حتى في حال الإحساس بالجوع.
- لا بد من تجنب الأطباق المقلية.
- يجب الابتعاد عن الأطباق الغنية بالصلصات لما تحتويه من زبدة ومكونات دسمة لتحسين مذاقها.
- من الأفضل اختيار الأطباق من القسم المخصص للحمية.
- يجب الابتعاد عن اللحوم الزهرية وتلك الغنية بالدهون كالكفتة والكباب والنقانق والسجق.
- في حال تناول السلطة أو اللحوم، يجب طلب الصلصة دائماً جانباً للتحّكم بشكل أفضل بالكمية.
- من الأفضل دائماً اختيار الصلصة القليلة الدسم لا تلك الغنية بالمايونيز أو الكريمة.
- عند طلب الطبق الرئيس، يجب الحرص على ان يكون غنياً بالخضر المسلوقة أو المشوية.
- من الافضل دائماً اختيار السمك المشوي أو صدر الدجاج لاحتوائهما على معدلات أقل من الدسم.
- بدلاً من اختيار أطباق الحلوى الدسمة الغنية بالقطر أو الكريما أو الشوكولا، من الأفضل اختيار سلطة الفاكهة أو المهلبية للحد من كمية الدهون والوحدات الحرارية في حال الرغبة بتناول الحلوى.
لكل مطعم اختياراته …
لأن في كل مطعم يرتاده الزوجان الاختيارات الصحية الخاصة به، إليك تلك الصحيحة التي يجب التركيز عليها في كل مطعم، أياً كان نوعه، وبحسب المطبخ الذي يقدمه، حفاظاً على نمط الحياة الصحي حتى عند تناول الطعام خارج المنزل.
في المطعم اللبناني
يُعرف أنه في المطعم اللبناني يقدّم الطعام الشرق الاوسطي المتنوع الغني بالاطباق الصحية التي يحتوي العديد منها على زيت الزيتون الصحي. لكن تكمن المشكلة في «المازة» اللبنانية المتنوعة التي تحتوي على أصناف عدة وأطباق كثيرة قد تصعب عند رؤيتها، السيطرة على كمية الأكل التي يتم تناولها. نصائح ذهبية لكما:
- من المهم التركيز على الأطباق الصحية العديدة المقدّمة في المطبخ اللبناني كالفتوش والتبولة ومتبل الباذنجان والحمص والفول والبليلة والهندباء وورق العنب بالزيت وسلطة الروكا والشمندر…
- ينصح بتفادي الأصناف الغنية بالدهون كالمعجنات المقلية (كبة ورقاقات) والحمص بالقورما والنقانق والسجق واللحوم العضوية.
- في حال الإحساس بالشبع، يجب عدم تناول الطبق كاملاً.
- عند طلب الطبق الرئيس، من الأفضل الابتعاد عن الكفتة والكباب واختيار السمك المشوي وثمار البحر المشوية والطاووق… هذا شرط ألا يُترك طبق اللحوم المشوية إلى النهاية بعد الشبع من كل المقبلات فيتم تناوله بشكل زائد. من الأفضل تناوله كطبق رئيس في البداية.
- للتحلية يُنصح بتناول فاكهة الموسم والابتعاد عن الحلويات الغنية بالقطر والسمنة كالكنافة مثلاً. يمكن أيضاً تناول المربيات على أنواعها.
في المطعم الإيطالي
تكثر النشويات في المطعم الإيطالي، وخصوصاً العجين كالبيتزا والباستا مما يعرّضنا اكثر لزيادة الوزن في حال الإفراط في تناولها.
- ينصح بالبدء بالسلطة بجبنة الموزاريللا والبندورة فهي تحتوي على معدل معتدل من الدهون وتؤمّن الإحساس بالشبع قبل المتابعة بتناول الاطباق الباقية.
- اختيار الباستا بالصلصة الحمراء بدلاً من تلك التي بالصلصة البيضاء الغنية بالدهون والجبنة.
- عند تناول البيتزا، من الأفضل الابتعاد عن تلك التي بالبيبيروني والسلامي وكل اللحوم المقدّدة المشابهة.
- من الأفضل اختيار البيتزا النباتية أو المرغريتا، على ان تكون العجينة رقيقة وبكمية جبنة قليلة. يمكن إضافة الخضر أكثر إليها للحد من كمية الدهون والجبنة.
- عند تناول البيتزا يُنصح بعدم تناول أطرافها.
- يُنصح باختيار البيتزا الاصغر حجماً دائماً.
- عند اختيار طبق التحلية، يجب تجنب الحلويات الدسمة. يمكن اختيار الـ
في المطعم الياباني
يعتبر المطبخ الياباني الافضل من الناحية الصحية عند تناول الطعام خارج المنزل، وهو يتناسب مع الحمية التي يمكن الخضوع لها لكون الاطعمة فيه خفيفة. لكن الشرط الاساسي يبقى في حسن الاختيار.
- كمية السوشي المسموح بها للرجل:15-20 قطعة
- كمية السوشي المسموح بها للمرأة:10-15 قطعة
- يمكن تناول الحساء أو السلطة
- من الأفضل الابتعاد عن الـTempura لأنها تحضّر بالخضر المقليّة المغمّسة بالطحين.
- يمكن تناول السوشي بدون أرز إلى جانبه، أو الـSashimi مع الأرز المسلوق إلى جانبه.
- ينصح بتناول الشاي الاخضر لاعتباره يساهم في التخلص من السموم في الجسم، ويساعد على مكافحة الأمراض السرطانية.
- ينصح بالابتعاد عن السلطة بالنودلز والنودلز عامةً.
في المطعم الصيني
يحتوي الطعام الصيني على نسبة عالية من الملح والزيوت لاعتباره يعتمد في معظمه على قلي الاطعمة والصلصات.
نصائح:
- ينصح بطلب الارز على البخار أو المسلوق.
- ينصح بتجنب المقبّلات المقلية.
- يجب طرح الاسئلة حول الصلصات التي تقدّم لغنى معظمها بالدهون والزبدة.
- لأن المطبخ الصيني يحتوي في معظمه على التوابل والصويا، يجب تناولها باعتدال، خصوصاً في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
في مطعم Fast Food
تُعرف الأطعمة السريعة التحضير بأنها غنية بالدهون والملح ولا تحتوي على عناصر غذائية صحية. صحيح أن عدداً منها يقدم بعض الاطعمة الخاصة للحمية كالسلطة، لكن يبقى طابعها العام غير صحي. لذلك لا ينصح أبداً بالتردد عليها، لكن في حال الرغبة بشكل استثنائي:
- ينصح باختيار البرغر الصغيرة الحجم على أن يتم تناول قطعة لحم واحدة فيها من دون جبنة ومايونيز.
- ينصح بتجنب البطاطا المقلية.
- ينصح بمشاركة الطبق بين الزوجين.
- يجب تجنب المشروبات الغازية وتفضيل الماء أو العصير الطازج عند الرغبة.
- في حال تناول السلطة، تكمن المشكلة في الصلصة، ومن الأفضل الحد من الكمية.
…. وفي حال تناول السندويتشات
- من الأفضل اختيار اللحوم المشوية دائماً عند تناول السندويتشات كالطاووق والروستو واللحم المشوي.
- يجب الابتعاد عن الفلافل والشاورما التي تعتبر من الأطعمة اللبنانية السريعة التحضير. أيضاً ينصح بتجنب اللحم بالعجين والكفتة.
- ينصح بتناول جبنة الحلوم المشوية واللبنة مع الصعتر.
- ينصح بتناول نصف رغيف فقط.
- يجب عدم إضافة البطاطا الى السندويتش بل الكبيس والبندورة والخردل.
- إذا كان ذلك ممكناً، يُنصح باختيار الخبز الاسمر للسندويتش وباختيار الحجم الاصغر دائماً.
