يرى الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة تورنتو محمد فاضل في مقالة له أنه مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد ينبغي لصناع السياسة في الدول الإسلامية العمل وفقا للإسلام.
ومجيبا عن التساؤل: هل الوباء اختبار من الله؟ يقول فاضل إن مثل هذه الأسئلة قوبلت بالجدل في بعض مناطق العالم الإسلامي، حيث قلل الناس من خطر الصحة العامة الذي يشكله الفيروس أو انغمسوا في نظريات المؤامرة بشأن طبيعة الوباء.
من ناحية أخرى، يقبل العديد من الجماعات والأفراد واقع الوباء، لكنهم يرفضون الامتثال للقيود المفروضة على العبادة العامة والتجمعات الدينية الكبيرة لأسباب دينية، بحجة أن الوباء مجرد اختبار آخر يفرضه الله على المؤمنين، أو أنه ينبغي للمسلمين أن يعربوا عن ثقتهم بالله لحمايتهم من آثار الوباء من خلال مواصلة ممارستهم العلنية للإسلام.
وهناك نقاش أقل بكثير في العالم الإسلامي بشأن التزامات التضامن التي يدين بها المسلمون لأنفسهم وللبشرية في أوقات الطوارئ مثل الأوبئة.
ويعلق الكاتب بأن مفاتيح احتواء الآثار الضارة للصحة العامة من الفيروس هي تطبيق التباعد الاجتماعي بصرامة، وإجراء اختبارات للفيروس على نطاق واسع، ومتابعة الاتصال بالذين تظهر عليهم نتائج إيجابية، والمراقبة المستمرة للسكان لأي عودة جديدة للفيروس.
وهذا يتطلب بنية تحتية متطورة للصحة العامة وسكانا مثقفين قادرين على تنفيذ توجيهات الصحة العامة طواعية، وهما عنصران تفتقر إليهما بلدان جنوب العالم، وبالتالي قد تضطر بعض الدول إلى قبول أن “مناعة القطيع” هي طريقتهم الوحيدة للتعامل مع الوباء.
وعن الانهيار الاقتصادي، يقول الكاتب إن هذا الأمر يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على جميع الدول التي تفتقر إلى وسائل تنفيذ “أفضل الممارسات”.
وبينما يستعد العالم لحرمان جماعي على نطاق عالمي في العام المقبل بسبب جائحة كورونا يرى فاضل أنه يجب أن تلعب المبادئ الإسلامية دورا مهما في توجيه صانعي السياسات في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وذلك على الرغم من الدعوات المضللة من قبل البعض للتخلي عن واجبات التضامن في وجه هذه الأزمة.
وأشار إلى أن الفقهاء المسلمين وضعوا قواعد معينة في حالات الطوارئ تهدف إلى حماية الأرواح وتقليل الخسائر الاقتصادية، وأكد على ضرورة أن تأخذ الدول الإسلامية على عاتقها تعزيز روابط التضامن المتبادل في هذه الفترة العصيبة، وذلك من خلال تبادل الخبرات والموظفين والمعدات والمساعدات المالية في مجال الصحة العامة.
وختم مقاله بأن هذا الوباء لن ينتهي قريبا، وأن على المجتمع الإسلامي العالمي وقادته السياسيين اتباع سياسات تعطي الأولوية لإنقاذ الأرواح على الربح، مع التأكيد على قيمة التضحية الاقتصادية المشتركة، وبمشيئة الله يمكن أن يقلل العالم الإسلامي الخسائر الحتمية التي ستنجم عن هذا الوباء.
وبالنسبة للجمهور المسلم وخلافاته الداخلية بشأن خطورة الوباء ، فإن من المهم أن تنضم جميع الهيئات الدينية المسؤولة إلى المسؤولين العامين في التأكيد على ضرورة الامتثال لتدابير الصحة العامة.