كيف كان شعور معاذ بن جبل والرسول ﷺ يقول له: ” يا معاذ.. والله إني لأحبّك”؟، وكيف كان شعور عبد الله بن عباس رضي الله عنه، حين ضمّه رسول الله ﷺ وقال: “اللهم علمه الكتاب”، وكيف كان شعور أبيّ بن كعب والرسول ﷺ يقول له: ” إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك سورة البيّنة” فيقول أبي متأثرًا: “آلله سمّاني لك؟”، وكيف كان شعور علي بن أبي طالب بعدما عرف إنّ الرسول ﷺ يوم قال: “لأعطينّ الراية غدًا رجلًا.. يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله” وصار هو المقصود؟ وكيف كان شعور سعد بن أبي وقاص، والرسول ﷺ يقول له: “ارمِ سعد.. فداكَ أبي، وأمّي”؟، وكيف كان شعور عثمان بن عفان والرسول ﷺ يقول عنه بعدما جهز جيش تبوك “ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم” ؟، وكيف كان شعور أبو موسى الأشعري والرسول ﷺ يقول له: ” لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة..” ؟ و كيف كان شعور السائب بن يزيد والرسول ﷺ يمسح على شعره؟ ويمتدّ العمر بالسائب فيشيب شعره كله إلا موضع مسح الرسول ﷺ عليه؟
فكيف يكون شعورنا وقد قال فينا : “إِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَرَوْنِي وَصَدَّقُونِي وَأَحَبُّونِي، حَتَّى أَنِّي لأَحَبُّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ”.