حتى قبل اندلاع حرب أوكرانيا، سرعان ما اتضح شيء واحد – أن الطلب على الطاقة التقليدية لم يتلاشى. الآن، مع تداول خام برنت حول 107 دولارات للبرميل وتكلفة الغاز الطبيعي 6.95 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وسط تزايد مخاطر اضطرابات الإمدادات، فإن المكاسب المالية غير المتوقعة الوشيكة تمنح دول الخليج العربية موارد إضافية لتسريع تحولها إلى “اقتصادات خضراء”.
من التعهدات الطموحة “للاقتصاد الدائري للكربون” وانبعاثات الانبعاثات الصفرية إلى الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة وإنتاج السيارات الكهربائية، شهد العام الماضي بالفعل إطلاق العديد من المبادرات من قبل هذه البلدان المصدرة للطاقة استجابةً للدعوات لاتخاذ إجراءات متسارعة لمكافحة تغير المناخ .
في الوقت نفسه، حققت منطقة الخليج تقدمًا ملحوظًا في تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق المرافق، بما في ذلك المرحلة الثالثة من مشروع محمد بن راشد للطاقة الشمسية في دبي التي اكتملت العام الماضي وافتتاح أول مزرعة رياح في المملكة العربية السعودية في دومات. الجندل.
قال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، المعروفة باسم إيرينا: “هذه لحظات انفراجة تبني الزخم من خلال المعرفة والخبرة”.
كما تفتح مشاريع الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة هذه الباب أمام إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية. نعتقد أن الهيدروجين سيكون له دور محوري في إزالة الكربون من نظام الطاقة “.
وقال لاكاميرا: “هناك بالفعل إشارات واضحة على النية من المنطقة لاقتناص فرص السوق هذه، والتي قد تكون جانبًا جديدًا ومهمًا في التحول الذي يمكن للمنطقة تطبيق خبراتها وخبراتها في مجال الهيدروكربونات عليه”.
في الفترة التي سبقت مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، COP26، في جلاسكو في نوفمبر الماضي، تعهدت الإمارات بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050 واستثمار ما يصل إلى 160 مليار دولار في حلول الطاقة النظيفة والمتجددة.
في الشهر السابق، أطلقت المملكة العربية السعودية المبادرات الخضراء السعودية والشرق الأوسط الخضراء، حيث ألزمت المملكة بالوصول إلى صافي انبعاثات غازات الدفيئة إلى الصفر بحلول عام 2060 وزراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود المقبلة، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، و تخصيص مناطق محمية جديدة.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية وشركة أبوظبي الوطنية للطاقة عن انضمامهما إلى شركة مبادلة القابضة المملوكة للدولة في الإمارات العربية المتحدة كمساهمين في شركة مصدر للطاقة النظيفة.
تهدف الشراكة إلى زيادة قدرة مصدر للطاقة المتجددة إلى 50 جيجاوات بحلول عام 2030 وإنشاء قوة عالمية للطاقة النظيفة، مع التركيز على مجالات مثل الهيدروجين الأخضر ومصادر الطاقة المتجددة.
إن غزو أوكرانيا لديه القدرة على تسريع الاتجاه العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع أن تقلل أوروبا بشكل كبير من اعتمادها على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي. إذا استخدمت دول الخليج فوائضها المالية لتسريع تطوير مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين وتصدير الأمونيا واحتجاز الكربون، فستظهر استعدادًا جيدًا لعصر ما بعد النفط.
