مقدمة عن الصلاة (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) ﴿١٠٣ النساء﴾ الصّلاة في الإسلام هي أول فروع الدين، وثاني أركان الإسلام، وهي صلة للعبد بربّه، وطريق لمناجاةِ الخالقِ وذكرِه وعبادته.
فرض الله الصّلاة على المسلم، وجعلها الطريقَ الأقصر لنيلِ رضاه سبحانهُ وتعالى، فهي عمادُ الدين، وهي ما يحول بين العبدِ والكفر.
وهي أول ما يحاسب عليه المسلم يوم القيامة . فقد ثبت في سنن الترمذي والنسائي عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ) سنن الترمذي – كتاب الصلاة – ص 70 أركان الصّلاة أخي المسلم لتعرف كيفية الصلاة الصحيحة عليك أولاً أن تعرفَ أركان الصلاة وهي أربعة عشر ركناً:(3) النية.
القيام مع القدرة.
(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِين) (238 البقرة) تكبيرة الإحرام. قراءة الفاتحة في كل ركعة.
لقول النبي صّلى الله عليهِ وسلم : ( لا صَلاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ) رواه البخاري (الأذان/714) الركوع . (أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) رواه مسلم ( الصلاة / 738) القيام من الركوع.
السجود على السبع أعضاء والإعتدال منه.
الجلوس بين السجدتين.
الطمأنينة في جميع الأركان.
الترتبيب.
الجلوس للتشهد الأخير.
التشهد الأخير.
الصّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأخير.
التسليم. كيفية أداء الصّلاة الصحيحة لقد بين النبي صّلى الله عليه وسلم الكيفيةَ الصحيحةَ للصّلاة ، وعلمها لأصحابه أبين تعليمٍ بالقولِ والفعلِ، وكان يقول لهم: “صّلوا كما رأيتموني أصلي” صحيح بخاري .
فكثير من المسلمين يجهل الطريقة الصحيحة للصلاة إما جهلاً أو تقصيراً وعليه في كلا الحالتين أن يسعى لمعرفة الطريقة الصحيحة لأداء الصلاة كما يلي : على المسلم أن يكون على يقين أنه سيقف بين يدي الله، متذللاً متضرعاً إليه، فإذا قام إلى الصلاة، فليقم إليها في أول وقتها، فرحاً بها مستعداً للقاء ربه أتم الاستعداد ملتزمًا بالطهارة والوضوء ، وساتراً لعورته ومتوجهاً للقبلة.
فإذا أراد المسلم الصلاة فيجب عليه أن يتوضأ من الحدث الأصغر، أو يغتسل من الحدث الأكبر، أو يتيمم إن لم يجد الماء.
يستقبل المسلم القبلة بجميع بدنه ويقف معتدلاً بلا التفات، ثم ينوي الصّلاة بقلبه ، ويكبر تكبيرةَ الإحرام فيقول: (الله أكبر) ويرفع يديه إلى محاذاة منكبيه عند التكبير، كما ورد في السنة : عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه وقبل أن يركع وإذا رفع من الركوع ولا يرفعهما بين السجدتين ) صحيح مسلم -ص 390 . ثم يضع يده اليمنى فوق يده اليسرى فوق يصدره، ثم يستفتح فيقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب.
اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد).
يستعيذ المسلم من الشيطان، ثم يبسمل ، ويقرأ الفاتحة بتروٍ، ثم يقرأ ما تيسر من كتاب الله .
ثم يركع – مكبراً عند الركوع- ويضع يديه على ركبتيه ويمد ظهره باعتدالٍ دون أن يطأطأ رأسه أو يرفعه ، ثم يقول: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات، وله أن يزيد بتكرارها . (1) وإن زاد: (سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي) فحسن.
ثم يرفع من الركوعً ويعتدل قائماً قائلاً سمع الله لمن حمده، ويقول بعد أن يعتدل: (ربنا ولك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد).
قال تعالى (﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ (77الحج ) ثم يسجد مكبراً ويكون السجود على سبعة أعضاءٍ هي : ركبتيه، وكفيه ، وأطراف قدميه، وجبهته ، وأنفه، وعليه ان يبعد بطنه عن فخذيه، وعضديه عن جنبيه، ومرفقيه عن ركبتيه، وساعديه عن الأرض، ثم يسبح الله قائلاً: (سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات. وثبت ذلك في السنة عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أُمِرْتُ أنْ أسجُدَ على سبعةِ أعظُمٍ؛ على الجبهةِ- وأشارَ بيدِه إلى أنفِه- واليدينِ، والرُّكبتينِ، وأطرافِ القدَمينِ) صحيح مسلم -ص 490. ثم يرفع رأسه من السجود قائلاً : (الله اكبر ) ، ويقول في جلوسه بين السجدتين: (رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني). ويسجد السجدة الثانية، ويقوم لاداء الركعة الثانية .
يجلس المصلي بعد السجدتين على قدمه اليسرى، ويترك قدمه اليمنى منصوبةً، ويضع يده اليسرى وأصابعها مبسوطة على فخذه الأيسرويضع يده اليمنى على فخذه الأيمن، ويرفع السبابة ويحركها عند التشهد قائلاً: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال) .