سنة 1942 وفي خضم الحرب العالمية الثانية، تمكن الجيش الياباني من السيطرة على جزيرة رامري الواقعة بالقرب من بورما ( ميانمار)، وعلى إثر هذا النجاح العسكري أقام الجيش الياباني قاعدة عسكرية بهذه الجزيرة من أجل اعتمادها كنقطة عبور أساسية لنقل الإمدادات لقواته المتواجدة بجنوب ميانمار.
سنة 1945 باشرت قوات الحلفاء عملية عسكرية من أجل استرداد هذه الجزيرة من قبضة الجيش الياباني بهدف إقامة قاعدة جوية بها، واعتمادها لاستهداف اليابانيين بالمنطقة. عقب معركة دامية كللت بالنجاح باشرت القوات البريطانية عملية مطاردة لما يقارب ألف جندي ياباني رفضوا الاستسلام، وخلال تلك الفترة رفض الجنود اليابانيون تسليم أنفسهم للبريطانيين، مفضلين اجتياز الغابات الاستوائية والمستنقعات القريبة والالتحاق ببقية قواتهم.
تزامنا مع هذا القرار التعيس، بدأت معاناة الجنود اليابانيين، فعلى إثر تجاهلهم لنداء الاستسلام قرر الجنود اليابانيون الذين قدّر عددهم بنحو ألف عنصر، اجتياز الغابات الاستوائية والمستنقعات التي كانت تمتد على مسافة قاربت العشرة أميال، وفي غضون ذلك عرف عن هذه الغابات أنها كانت موطنا لواحد من أخطر الحيوانات المفترسة على وجه الأرض، والذي لم يكن سوى تمساح المياه المالحة. حسب العديد من المختصين كان طول تمساح المياه المالحة يقدر بنحو عشرين قدما، وكان وزنه يبلغ ألفي كيلوغرام، فضلا عن ذلك كان التمساح الصغير من هذا النوع قادرا على قتل إنسان بالغ.
خلال تجاوزها لهذه الغابة الاستوائية، واجهت القوات اليابانية تماسيح المياه المالحة، وقد تركزت جل هجمات هذه الحيوانات المفترسة خلال فترة الليل، فضلا عن ذلك اضطر الجنود اليابانيون في الغالب إلى التخلي عن رفاقهم المصابين وتركهم فريسة سهلة للتماسيح، كما نقل الجنود البريطانيون المرابطون قرب الغابة سماعهم لأصوات الرصاص داخل الغابة طيلة فترات الليل. بالإضافة إلى خطر تماسيح المياه المالحة، واجه الجنود اليابانيون مشاكل عديدة، حيث كانت الغابة الاستوائية موطنا لأعداد كبيرة من الحشرات والنباتات السامة، فضلا عن كل هذا عانى اليابانيون من شح مصادر المياه.
في النهاية نجح 520 جنديا يابانيا في تجاوز غابة جزيرة رامري والالتحاق بزملائهم، بينما تسببت هجمات تماسيح المياه المالحة في مقتل ما لا يقل عن 450 جنديا آخرين، وبسبب هذا العدد المرتفع للقتلى أصبح هجوم تماسيح جزيرة رامري أكبر وأشرس هجوم تماسيح عرفه التاريخ.