النزيف ينتقل الأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم عبر الدم، فمن دون الدم لا حياة للإنسان، وينتقل الدم عبر الأوعية الدموية التي تندرج تحتها الشرايين والأوردة والأوعية الدموية الدقيقة، فإذا تعرّض الإنسان للنزيف يجب الإسراع إلى وقفه مباشرةً لأن نقصان الدم يعني نقصان الأكسجين الواصل إلى الجسم ممّا يتسبّب في تعرض الإنسان إلى خطر الإصابة بتلف للقلب أو للدماغ. تختلف خطورة النزف تبعاً للمكان النازف وكميّة الدم التي تم فقدانها، وأخطر أنواع النزف هو نزف الرأس الذي قد يؤدّي إلى الوفاة أو حدوث إعاقة دائمة للإنسان، ويأتي نزيف الشرايين ثاني أخطر أنواع النزيف؛ لأنّ الدم في الشرايين يأتي من القلب محمّلاً بالأكسجين لنقله إلى باقي أنحاء الجسم، وبما أنّ الشرايين اقرب مكان للقلب فإنّ ضغط الدم يكون عالياً ممّا يجعل النزيف قويّاً وكمية الدم المفقودة كبيرة. إيقاف النزيف يجب وضع المصاب بوضعيّة الاستلقاء على الأرض حتى لا يفقد وعيه، ومتابعة قدرته على التنفس، ويجب عدم تجمع الأشخاص حوله لأنه بحاجة إلى التنفس، وعلينا التأكّد من عمل الرئتين بشكل طبيعي. إذا تمكن المسعف من لبس القفازات فهو أفضل؛ لأن دم المصاب يحمل الكثير من الجراثيم التي قد تسبب الأمراض للمسعف. يجب استخدام قطعة من القماش لا تلتصق بالدم لوضعها فوق مكان النزف، ومن الأفضل استخدام الضمادات الطبية المصنوعة من الشاش مع وضع قطعة قماش فوقها والضغط على مكان النزف لإيقافه، ويحتاج النزيف إلى أقلّ من خمس دقائق حتى يتوقف. عند امتلاء قطعة القماش بالدم يجب وضع قطعةٍ أخرى فوقها والاستمرار في الضغط. من الأفضل وضع المصاب بحيث يكون مكان النزيف أعلى من جسمه، وهذا بالطبع حسب مكان النزيف، أمّا إذا كان النزيف مرافقاً لكسور في العضو فلا يجب تحريك العضو المصاب. بعد التأكّد من توقف النزيف يجب ربط مكان النزف لحين وصول الإسعاف. محاولة وقف النزيف بسرعة، فكلّما طالت مدّة النزف كانت الخطورة على المصاب أكبر، ويجب إحضار الإسعاف فوراً حتى يتم تزويد المصاب بالأكسجين. في كل الأحوال لا يجب الاستهانة بالنزيف، ولكن هذه الإرشادات كانت لإسعاف المصاب لحين وصول الإسعاف ونقل المصاب إلى المشفى. يجب متابعة عمل جميع الأعضاء الحيوية للمصاب عند القيام بالإسعاف الأوّلي، وهذه الأعضاء كما ذكرنا تتمثّل في الرئتين بالإضافة إلى التأكّد من عمل القلب. بالنسبة لنزف الأذن فهي حالة أخرى لا تعالج بالإسعافات الأوليّة خاصّةً عند تعرض الشخص إلى حادث؛ فنزف الأذن يعني كسر في الجمجمة ويجب نقل المصاب فوراً إلى المشفى.