قام «مون جاي- إن» رئيس جمهورية كوريا (الجنوبية) بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة استغرقت أربعة أيام، بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي. هذه أول زيارة يقوم بها «مون» للإمارات بعد تنصيبه فى مايو من العام الماضي، وتأتى الإمارات ثانى وجهات رحلاته الخارجية لهذا العام بعد فيتنام.
هناك إشارة دالة على تقدير الحكومة الكورية وتثمينها لدولة الإمارات العربية المتحدة. فى فاتحة برنامج رحلة «مون» بدولة الإمارات العربية المتحدة، قدم الرئيس التحية إلى روح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ الرئيس المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الذى يجله أبناء الدولة.
كما توقف الرئيس مون فى مركز مسجد الشيخ زايد الكبير، وهو كيان مؤسسى يجسّد الدين الإسلامي. وعلى الرغم من كونه كاثوليكيًا، إلا أن الرئيس «مون» يكن الاحترام العميق والفهم المتبصر للأديان والثقافات الأخرى، مثلما يفعل الكوريون العاديون.
فى اليوم الثانى من زيارته، وأمام نُصب واحة الكرامة، حيا الرئيس «مون» الأبطال الشهداء أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة الذين بذلوا أرواحهم فداء لوطنهم. وكما هو الحال فى العديد من الدول العربية، ضحى الكثيرون من الشباب بأثمن ما يمتلكون؛ حياتهم، أثناء معارك الدفاع عن بلادهم. ونحن نتذكر أيضا كيف أن كثيرًا من الكوريين الشباب، فقدوا حياتهم الغالية دفاعا عن أمتهم.
عندما كان صغيرا، أمضى الرئيس «مون» ثلاث سنوات فى الجيش عضوا فى القوات الخاصة المعروفة بقسوة تدريباتها. ولذلك فهو يعرف ـ أكثر من أى شخص آخر ـ مدى أهمية الأمن القومي.
حاليا، يقوم ضباط كوريون مؤهلون جيدا بتدريب جنود إماراتيين يعملون بجد للذود عن بلادهم التى تؤدى دورا أكثر أهمية من أى سياقات أخرى فى تعزيز العلاقات الودية بين البلدين. وفى هذا السياق، تكتسب زيارة الرئيس مون إلى واحة الكرامة أهمية إضافية.
حضر الرئيس مون مأدبة غداء رسمية يستضيفها ولى العهد، أعقبها اجتماع قمة. وتبادل الجانبان الأفكار حول الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية خاصة.
التصريحات الواضحة للرئيس «مون» لم تترك مجالا للجدل بشأن ما شاب العلاقات الدبلوماسية من توتر العام الماضي، تضع عقبات أمام نمو العلاقات بين كوريا الجنوبية والإمارات بسبب اتفاق سرى وقعته إدارة الرئيسة المعزولة لى ميونغ باك يدعو إلى التدخل التلقائى للجيش الكورى الجنوبى فى النزاعات الشرق أوسطية.
لذلك رفض «مون» التأكيد على وجود مثل هذه الاتفاقية، التى كانت ستحتاج إلى تصديق من البرلمان الكورى الجنوبي، وهو ما يعنى أن الاتفاقية حتى فى حال كانت موجودة لن تكون نافذة حاليا، إن لم تكن غير قانونية. وقال الرئيس «مون» إنه لا يوجد ما يدعو للقلق وأن الجدل عزز أكثر من العلاقة بين كوريا الجنوبية والإمارات.
يبلغ زمن الرحلة بالطائرة من كوريا إلى الإمارات حوالى 10 ساعات، وتستظل الدولتان بتأثير الثقافات المختلفة. ولكن على الرغم من المسافة الجغرافية والاختلاف الثقافى، فإن البلدين يتقدمان الآن نحو علاقة أفضل من أى وقت مضى.
، سيحضر الرئيس مون وولى العهد حفلا بمناسبة انتهاء بناء المفاعل الأول فى محطة البركة للطاقة النووية. ومن المتوقع أن يسهم مفاعل البركة، الذى تم بناؤه باستخدام التقنيات النووية الكورية المتقدمة وبأيدى المتخصصين البارزين، فى المساهمة بشكل كبير فى الدور الريادى لدولة الإمارات العربية المتحدة فى عصر الثورة الصناعية الرابعة.
فى اليوم الأخير من زيارته للبلاد، زار الرئيس مون وحدة «أخ»، وهى وحدة عسكرية كورية قدمت إلى الإمارات العربية المتحدة. تقوم القوات بمهمة دعم الجيش الإماراتى وحماية السكان الكوريين هناك. تضم وحدة «أخ»، التى تشكلت 138 عضوًا فقط، ولكنها اشتهرت بشجاعتها، حتى شاع أن جنديا واحد من (أخ) يوازى مائة.
إن العمال الكوريين الموهوبين وجنود وحدة أخ، هم أكبر الشركاء والسفراء الفخريين لمعرض إكسبو 2020 دبي. سوف يؤدون دورا هاما فى الترويج للمعرض، ليس فقط فى كوريا ولكن أيضا فى جميع أنحاء العالم.
فى ختام جدول أعماله فى الإمارات، اجتمع الرئيس مون مع رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي. وأكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، هى لاعب رئيسى فى الشرق الأوسط، وكوريا، كمحور مركزى فى شمال شرق آسيا، على استعداد لإنجاز تعاون مستقبلى وموضوعى وملموس بمناسبة زيارة الرئيس «مون».
هناك مثل كورى يقول: «بعد المطر تصبح الأرض راسخة»؛ وأنا واثق من أن البلدين سيواصلان صداقة عميقة كأقرب ما يكون الأصدقاء،
كوتيشن: يبلغ زمن الرحلة بالطائرة من كوريا إلى الإمارات حوالى 10 ساعات، وتستظل الدولتان بتأثير الثقافات المختلفة. ولكن على الرغم من المسافة الجغرافية والاختلاف الثقافى، فإن البلدين يتقدمان الآن نحو علاقة أفضل من أى وقت مضى.