رغم ما يشهده العالم من طوارئ صحية وهلع شعبي جراء الانتشار السريع لوباء كورونا في مختلف أنحاء المعمورة فإنه من المهم الإشارة إلى أن الاختصاصيين في المجال الصحي يؤكدون أن الأغلبية الساحقة من المصابين سيتماثلون للشفاء في بضعة أسابيع كما حدث في الصين التي انطلق منها المرض، ولكن سيتم ذلك على فترات مختلفة، لأن أكبر بؤر الوباء حاليا لم تصل فيها الإصابات إلى ذروتها.
وتفيد آخر الإحصائيات بأن عدد المتعافين من كورونا في العالم بلغ قرابة 88 ألفا و500 حالة من أصل نحو 245 ألفا، وهو ما يشكل 36.11%.
وإذ كانت نسبة التعافي في الصين تفوق كثيرا المعدل العالمي إذ بلغت قرابة 88% فإن ذلك يعزى إلى أن البلاد هي مهد الوباء، وقد اتخذت السلطات إجراءات سريعة وصارمة لعزل بؤر الإصابات، وإقامة مستشفيات جديدة في بضعة أيام مخصصة لمعالجة المصابين في مدينة ووهان وسط البلاد، وإجراء الفحوصات لاكتشاف المصابين.
وفي باقي دول العالم ناهزت نسبة المتعافين 11% من إجمالي الإصابات، مع تفاوتات كبيرة في النسب من دول لأخرى تبعا لبنيتها الديمغرافية وفعالية منظوماتها الصحية وعوامل أخرى.
وفيما يلي نسب التعافي في بعض دول آسيا التي سجلت فيها إصابات كثيرة بالفيروس في وقت مبكر، بعدما أعلن عن الفيروس رسميا لأول مرة في العالم بالصين في أواسط يناير/كانون الثاني 2020:
الصين: 88% من إجمالي 81 ألف إصابة
اليابان: 46% من إجمالي 1668
كوريا الجنوبية: 26% من إجمالي 8652
ماليزيا: 8% من إجمالي 900
إيران: 32% من إجمالي 18,407
عربيا
قطر: 2.2% من أصل 460
السعودية: 2.9% من أصل 274
البحرين: 39.6% من أصل 278
مصر: 16.4% من أصل 256
العراق: 25.5% من أصل 192
أوروبيا
إيطاليا: 10% من إجمالي 41035 إصابة
إسبانيا: 6.1% من مجموع 18,077
ألمانيا: 0.8% من مجموع 15,320
فرنسا: 11.8% من مجموع 10,995
بريطانيا: 2% من مجموع 3269
الحالة الصينية
قبل أن تصل نسبة التعافي في الصين إلى مستويات مرتفعة تفوق بكثير باقي دول العالم فإنها مرت بعدة مراحل، ففي البداية كانت الإصابات تسجل بمعدلات مرتفعة يوميا دون تسجيل حالات تعافي، وذلك من منتصف يناير/كانون الأول الماضي إلى آخر الشهر، ثم بدأت تسجل بعض حالات التعافي في أوائل فبراير/شباط الماضي، مع استمرار تسجيل أعداد كبيرة من المصابين كل يوم، وفي منتصف الشهر نفسه تزايد عدد المتعافين بشكل واضح.
ومع بداية مارس/آذار الماضي أصبح عدد المتعافين المسجلين كل يوم يفوق عدد المصابين نتيجة التدابير الاستثنائية التي اتخذتها سلطات البلاد للسيطرة على الوباء، ولا سيما إغلاق المدن وحظر التجول والتنقل بين مناطق البلاد وغير ذلك.
ويبدو أن هذا السيناريو الصيني سيتكرر باقي دول العالم ولكن بوتيرة زمنية مختلفة تبعا، فعامل الوقت عنصر حاسم في تشافي المصابين بالفيروس، ولكن أيضا الإجراءات التي تتخذها السلطات للسيطرة على الوباء مثل تقييد تنقلات الأفراد وحظر التجمعات، ومدى فعالية الأنظمة الصحية في مجال الفحص والحجر الصحي والعناية بالمصابين.
أصناف الإصابات
ويقول عالم الجراثيم البريطاني سيمون كلارك إن الأغلبية الساحقة من المصابين في العالم لديهم اعراض معتدلة لفيروس كورونا، إلا أن ثمة حالات إصابة شديدة تطال في الأغلب كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري والقلب والضغط.
ويشير كلارك حسب ما ذكره موقع “سكاي نيوز” البريطاني إلى أن عدد المتعافين هو أكثر من الأرقام المعلنة، وذلك لسبب بسيط، وهو أن المصابين بأعراض متوسطة يعزلون أنفسهم في منازلهم، ولا يطلبون مساعدة طبية وبالتالي لا يتم إجراء فحوصات عليهم للكشف عن كورونا، والنتيجة أنه لا يتم تسجيل إصابتهم في الإحصائيات الرسمية.
مدة التعافي
وحسب معطيات نشرتها كلية الطب في جامعة هارفارد البريطانية، فإن الوقت الذي يستغرقه المريض للتشافي يرتبط بدرجة حدة الأعراض التي يصاب بها، فأولئك الذين يصابون بأعراض معتدلة يشفون في غضون أسبوع أو أسبوعين، في حين أن حالات الإصابة الشديدة تستغرق ستة أسابيع وأكثر.
والمثير في ما نشرته جامعة هارفارد أن بعض آثار الفيروس تبقى في أجسام المتعافين لبضعة أسابيع عقب شفائهم، وبالتالي يمكنهم نقل العدوى حتى بعد التعافي.