تسجيل الدخول

قمة دول الخليج والمغرب .. تكتل استراتيجي موحد وتضامن في كل القضايا

zajelnews2015 zajelnews201521 أبريل 2016آخر تحديث : منذ 9 سنوات
قمة دول الخليج والمغرب .. تكتل استراتيجي موحد وتضامن في كل القضايا

c03250e5b0d9cd449bd1f09db6a9ffe4_w570_h650

أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الاهتمام البالغ بمعالجة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة في سورية وفي ليبيا، «كما نحرص على أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار».

وأضاف الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال ترؤسه قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وملك المغرب، في قصر الدرعية بالرياض أمس، «نقدر للمغرب مواقفها المساندة لقضايا دولنا، ونؤكد تضامننا ومساندتنا للقضايا المغربية، وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية».

وأعرب عن أمله في أن تسفر المباحثات اليمنية في الكويت عن تقدم إيجابي لحل الأزمة اليمنية، وفقاً للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216).

ورحب الملك سلمان بن عبدالعزيز في بداية القمة بالحضور، وقال: «يسرني أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني، كما يسرني باسمي وباسم إخواني قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن أرحب بالملك محمد السادس ملك المغرب، الذي نكن في الخليج معزة خاصة له ولبلاده وشعبه الشقيق، وما اجتماعنا هذا إلاّ تعبير عن العلاقات الخاصة والمتميزة التي تربط بين بلداننا والمغرب الشقيق».

وأكمل: «أود أن أؤكد باسمي وباسم إخواني حرصنا الشديد على أن تكون علاقتنا مع بلدكم الشقيق على أعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها، فنحن جميعاً نقدر لبلادكم الشقيقة مواقفها المساندة لقضايا دولنا، ونستذكر باعتزاز مشاركتها في حرب تحرير الكويت، ومبادرتها بالمشاركة في (عاصفة الحزم)، والتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، مؤكدين تضامننا جميعاً ومساندتنا لكل القضايا السياسية والأمنية التي تهم بلدكم الشقيق، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية، ورفضنا التام لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب».

وأكمل: «أود أن أؤكد على ما نوليه جميعاً من اهتمام بالغ بمعالجة قضايا أمتينا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة في سورية وفي ليبيا، كما نؤكد حرصنا على أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار.

وفي اليمن فإننا حريصون على إيجاد حل للأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم (2216)، ونأمل أن تسفر المباحثات في دولة الكويت الشقيقة عن تقدم إيجابي بهذا الشأن.

وسيكون لقاؤنا هذا موحداً لمواقفنا، معززاً لعلاقاتنا وداعماً لها، وسينقلها إلى مجالات أرحب خدمة لمصالح بلداننا وشعوبنا».

ثم ألقى الملك محمد السادس ملك المغرب كلمة قال فيها: “جئت اليوم بقلب ملؤه المحبة والاعتزاز كعادتي عندما أحل في منطقة الخليج العربي”.

وعبر عن شكره لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز على تفضله باستضافة هذه القمة المهمة ولكل قادة دول مجلس التعاون الخليجي على مشاركتهم فيها.

وقال “أعرب عن اعتزازي وتقديري على الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمونه للمغرب لإنجاز مشاريعه التنموية والدفاع عن قضاياه العادلة،

ولقد تمكنا من وضع الأسس المتينة لشراكة استراتيجية، هي نتاج مسار مثمر من التعاون، على المستوى الثنائي، بفضل إرادتنا المشتركة، فالشراكة المغربية – الخليجية، ليست وليدة مصالح ظرفية، أو حسابات عابرة، وإنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة “.

ولفت النظر إلى أن الاجتماع يأتي لإعطاء دفعة قوية لهذه الشراكة، التي بلغت درجة من النضج، وأصبحت تفرض تطوير إطارها المؤسسي، وآلياتها العملية.

وعدها خير دليل على أن العمل العربي المشترك، لا يتم بالاجتماعات والخطابات، ولا بالقمم الدورية أو الشكلية، أو بالقرارات الجاهزة، غير القابلة للتطبيق، وإنما يتطلب العمل الجاد، والتعاون الملموس، وتعزيز التجارب الناجحة، والاستفادة منها، وفي مقدمتها التجربة الرائدة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.

وأكد أن هذه القمة تأتي في ظروف صعبة، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة، وتقسيم الدول، كما هو الشأن في سورية والعراق وليبيا. مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي.

وقال “فبعدما تم تقديمه كربيع عربي، خلف خرابا ودمارا ومآسي إنسانية، ها نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز».

وأكد احترام سيادة الدول، وتوجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء.

ولسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية، محذرا في الوقت نفسه من تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة.

وعدها، محاولات لإشعال الفتنة، وإحداث فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، بل على الوضع العالمي.

واستطرد قائلا “المغرب، رغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه، قد توجه في الأشهر الأخيرة، نحو تنويع شراكاته، سواء على المستوى السياسي والاستراتيجي أو الاقتصادي، وفي هذا الإطار، تندرج زيارتنا الناجحة إلى روسيا، خلال الشهر الماضي، التي تميزت بالارتقاء بعلاقاتنا إلى شراكة استراتيجية معمقة، والتوقيع على اتفاقيات مهيكلة، في عديد من المجالات الحيوية، والتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند والصين”.

وحذر بقوله “إننا أمام مؤامرات تستهدف المس بأمننا الجماعي. فالأمر واضح، ولا يحتاج إلى تحليل. إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا، التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية، وأقصد هنا دول الخليج العربي والمغرب والأردن، التي تشكل واحة أمن وسلام لمواطنيها، وعنصر استقرار في محيطها، وتواجه الأخطار نفسها، والتهديدات نفسها، على اختلاف مصادرها ومظاهرها”.

وأكد أن الدفاع عن الأمن ليس فقط واجبا مشتركا، بل هو واحد لا يتجزأ، مشددا على أن المغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي، من أمن المغرب، وأن ما يضره يضر دول مجلس التعاون، وما يمسه يمسه كذلك، وهو ما يحر ص على تجسيده في كل الظروف والأحوال، للتصدي لكل التهديدات، التي تتعرض لها المنطقة، سواء في حرب الخليج الأولى، أو في عملية إعادة الشرعية لليمن، فضلا عن التعاون الأمني والاستخباراتي المتواصل.

وتابع بقوله “إن المخططات العدوانية، التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة ولن تتوقف. فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي، ها هي اليوم تستهدف غربه. وآخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب”، مؤكدا أن هذا ليس جديدا على المغرب.

وقال الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت: “يسرني بداية أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى حكومة وشعب السعودية الشقيقة على تفضلهم باستضافتنا، وعلى ما لقيناه منذ وصولنا من حُسن وكرم ضيافة وإعداد متميز لهذا اللقاء المهم، كما يسرني أن أضم صوتي لخادم الحرمين الشريفين في الترحيب بالملك محمد السادس ملك المغرب الشقيقة بين أشقائه قادة دول مجلس التعاون».

وأضاف: «إن هذا اللقاء المبارك الذي يأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية وأمنية حرجة تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، تتطلب تنسيقاً مشتركاً وتشاوراً مستمراً وتعاوناً كبيراً في قمة غير مسبوقة بيننا كقادة لدول مجلس التعاون والمملكة المغربية الشقيقة، وستعطي الشراكة الاستراتيجية القائمة بيننا أبعاداً إضافية لتعاوننا، وستنقلها إلى آفاق جديدة تحقق آمال وتطلعات شعوبنا».

وأكمل أمير دولة الكويت: تعتز دول مجلس التعاون بعلاقاتها التاريخية والعريقة التي تربطها مع المغرب، التي كان سعينا على الدوام إلى الارتقاء بها إلى مستوى يعكس عمقها ويجسد تجذرها حتى تمكنا من الوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المنشودة، وإننا ماضون في سعينا لتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية، لإيماننا المطلق بحتميتها وضرورتها في ظل أحداث تستوجب الوحدة لا الفرقة والتجمع لا الانفراد.

عقب ذلك عقد خادم الحرمين الشريفين والملوك والأمراء جلسة مغلقة. وقد أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مأدبة عشاء تكريمًا لهم، عقب اختتام أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملك المغرب.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد استقبل في قصر الدرعية بالرياض، أمس، الملك محمد السادس ملك المغرب، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، وفهد بن محمود نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان الذين توافدوا تباعاً للمشاركة في قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملك المغرب.

بعد ذلك التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة، ثم صحب خادم الحرمين الملوك والأمراء للقاعة الرئيسة لبدء أعمال القمة.

وضم الوفد الرسمي للمملكة في القمة، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والدكتور مساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور عادل بن زيد الطريفي وزير الثقافة والإعلام وعادل بن أحمد الجبير وزير الخارجية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.