ردًا على حملة الهجوم الشرسة التي شنت ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم بسبب الهجمات التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي في سيناء، وفي باريس، أخذ ساسة أمريكا وغيرها من دول الغرب يتبارون في اقتراح مشروعات القانون التي من شأنها تحجيم عدد الجاليات المسلمة لدى تلك الدول، ومن بينهم المرشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، حيث ذكر في خطابه أنه سوف يقوم بوضع قاعدة بيانات خاصة بالجالية المسلمة المقيمة في الولايات المتحدة، والتي من شأنها تحديد هوية خاصة للمسلمين المقيمين في أمريكا.
هنا باغتته الفتاة المسلمة العربية المغربية الأصل منى بالكار، برد مفحم وصادم، اظهرت ضئالة فكره وضحالته، إذ قامت بكتابة منشور على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قالت فيه:
«عزيزي دونالد ترامب، اسمي مروة، مسلمة، سمعت بانك ترغب منا أن نرتدي شارات هوية، لإظهار أننا مسلمين، ولهذا قررت أن اتخير لنفسي واحدة، إذ لا يمكن التعرف علي بسهولة كمسلمة بمجرد النظر إلي، ولهذا تركت لك الشارة التي ارتديها لتعلمك من أنا بفخر، الشارة التي تخيرتها هي شارة السلام، لأنها أنسب ما يمكن أن يشير إلى ديني، وتعاليمه، إنه الدين الذي حثني على نبذ الظلم، وأمرنا بالوحدة، هو الدين الذي علمني أن قتل نفس بريئة بغير ذنب يعني قتل الإنسانية جميعًا، علمت أنك تريد تتبعنا، عظيم، يمكنك تتبعي في المسيرات التي أنظمها لأجل التوعية بمرض السرطان بالقرب من المدرسة المحلية، أو متابعتي في عملي الذي يهدف إلى خلق السعادة لدى الجميع، يمكنك كذلك ان تلاحقني لدى المسجد الذي ارتاده، والذي يقوم بإعداد وجبات للمشردين، ويرحب بهم جميعًا في صحنه مهما كانت ديانتهم، فربما بعد تلك المتابعة والملاحقة، تدرك من أنا وتعرف أنني كمسلمة لا أقل إنسانية عنك. سلام عليكم.»
الفتاة التي وجهت رسالة إن لم يكن درسًا قاسيًا لمرشح رئاسي ربما يحكم دولتها، وتصبح رعية من رعاياه، لم تأبه باحتمالية الفوز، وكانت الفتاة الوحيدة التي تفاعل معها مؤسس فيس بوك مارك زوكربيرج بعلامة لايك على منشورها الجرئ، الذي حصد ما يزيد عن 613 ألف علامة إعجاب وما يزيد عن 163 ألف مشاركة.