وجه لمياء لم يعد جميلا كما كان، فالجمال مفردة لا مكان لها في قاموس مسلحي “داعش” الذين أسروا الفتاة الإيزيدية وجربوا عليها كل وسائل التعذيب.
وتحكي لمياء عجي بشار فصولاً مفزعة من قصة معاناتها وهروبها من الأس، بقولها: “ألقوا القبض علينا في قرية كوشو، ووضعونا في مدرسة، أخذوا الرجال بعيدا وأخذوا الفتيات إلى الموصل، أخذوا أمهاتنا والمتزوجات إلى تلعفر، ولا نعلم ما حدث لهن”.
وأضافت: “أخذني عراقي من التنظيم إلى الرقة، وبقيت معه لمدة شهر، وحاولت أن أهرب مرتين، وقبض علي وضربني وفعل أشياء أخرى”.
بيعت لمياء كالسلعة، لكن إرادتها القوية لم تخذلها، فبعد 19 شهرا و4 محاولات نجحت لمياء في الهرب في المحاولة الخامسة.
تقول لمياء: “نعم لقد عانيت الكثير من المشاكل والصعاب، ولكن الأهم من هذا هو أنني نجوت، حاولت 4 مرات من قبل، ولكنني تمكنت من الهرب من هؤلاء الكفار”.
ووفقا لأرقام الحكومة المحلية الكردية تم إنقاذ 2554 من الطائفة الإيزيدية من قبضة داعش بمساعدة مهربين مقابل مبالغ مالية. ولكن هذه المهمة باتت صعبة.
يعلق مؤسس منظمة “لوفتبروك عراق” غير الحكومية ميرزا داناي، بقوله: “أصبح الهرب من داعش صعبا وخطرا، خصوصا في الأشهر الثلاثة السابقة، لأن مسلحي داعش أنشأوا نظاما بيروقراطيا لتسجيل الأسرى كأملاك خاصة تحت أسماء مالكيهم.
وتابع: “لذلك في حال هربهم تستطيع أي نقطة تفتيش داعشية معرفة إن كانت الفتاة هاربة من مالكها أم لا”.
وبالرغم من فقدان “داعش” لنحو 45 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها إثر عمليات القوات العراقية والكردية بمساندة طائرات التحالف الدولي، تؤكد تقارير وجود ما لا يقل عن 3 آلاف فتاة في أسر داعش.