في قديم الزمان كان يعيش ملك وملكة في قصرهما في إحدى الممالك البعيدة، حيث كانا وحيدين دون أبناء، وفي يومٍ عاصفٍ ومليءٍ بالثلوج وقفت الملكة على شرفة غرفتها في القصر، ودعت الله سبحانه وتعالى أن يكون لها ابنة ببياض الثلج الهاطل من السماء وجميلة جداً، وبعدها بفترةٍ قصيرة رزقهما الله عز جل بطفلة كانت آيةً فى الجمال، وشديدة البياض كالثلج تماماً، وعندما كبرت الفتاة الصغيرة قليلاً أُصيبت الأم الملكة بداءٍ نادر جداً ماتت على إثره، وحينها قرر الملك الزواج من امرأةٍ أخرى حتى تًصبح أماً بديلة لبياض الثلج، وتزوج من امرأة شديدة الجمال إلا أنها كانت مغرورةً جداً وشريرة، وكانت تملك مرآة سحرية تسألها في كل مرةٍ تنظر إليها من هي المرأة الأجمل على وجه الكرة الأرضية، وهنا كانت المرآة تجيبها في كل مرة: أنتِ أجمل امرأة على الإطلاق. وفي يومٍ من الأيام، وبعد أن كبرت بياض الثلج، سألت الملكة مرآتها عن أجمل امرأة في العالم، وهنا ردت عليها المرآة بأنّ بياض الثلج أكثر جمالاً وفتنةً منها، وهنا استشاطت المرأة غضباً، وحينها قررت التخلص من بياض الثلج وقتلها من خلال إرسالها إلى الغابة، وإرسال صياد محترف حتى يقتلها، وعندما وصلت الغابة وعرفت نية الصياد توسّلت إليه ألا يقتلها، وحينها رقّ قلبه واستجاب لطلبها، وقررت عدم الرجوع إلى القصر، والبحث عن مكان لتعيش فيه. وجدت بياض الثلج في الغابة كوخاً صغيراً يعيش فيه سبعة أقزام، فروت قصتها لهم، وعرضت عليهم البقاء معهم مقابل تنظيف الكوخ وترتيبه لهم بشكلٍ يومي، وهنا فرحوا جداً بهذا العرض ووافقوا فوراً، ووصل الخبر إلى الملكة الشريرة، وذهبت بنفسها إلى كوخ الأقزام السبعة، ودبرت الحيل والخطط الكثيرة للتخلص من فلة، إلا أنّ الأقزام كانوا في كل مرة يدافعون عنها وينقذون حياتها فوراً، وأخيراً تنكرت الملكة في زي امرأة تبيع التفاح، ووضعت لفلة تفاحةً مسمومة، وأقنعتها بأن تأكل من هذه التفاحة حتى تحصل على السعادة والحب والخلود. خضعت فلة لطلب بائعة التفاح، وأكلت من التفاح المسمومة، وسقطت فاقدةً للوعي على الفور، وحينها ظنّ الأقزام أنها ماتت، وحزنوا عليها حزناً شديداً، ووضعوها في تابوت زجاجي كبير، وفي يومٍ من الأيام قدم أحد الأمراء إلى الغابة فوجد بياض الثلج مستلقيةً في الغابة، فسُحر بجمالها، وطلب من الأقزام أن يحملوا التابوت إليه، وعندما حملوا التابوت تعثّروا بجذع شجرة فاهتزّ التابوت وخرجت قطعة التفاح المسمومة من فمها، وحينها استيقظت فلة، وعندها فوجئ الجميع بأنها ما زالت على قيد الحياة، فتزوجها الأمير، وعاشا حياة سعيدة مليئة بالحب والسعادة.