حكي أن ذات يوم أراد جحا ان يقوم بفتح عيادة خاصة له، فقام بإستجار غرفة صغيرة ووضع عليها هذا الاعلان : نعالج جميع الامراض بعشرين دينار فقط وإن لم يكتب الله عز وجل لك الشفاء نعيد لك ضعف المبلغ .. وفي اليوم التالي جاء رجل وقرأ الإعلان فأعجب به بشدة وخطرت علي باله فكرة شريرة فقال الرجل في نفسه : ما هذا الغبي، سوف ادعي المرض الآن وأدخل الي العيادة واضحك عليك يا جحا حتي أخذ منك ضعف المبلغ دون أى تعب أو مشقة .
وبالفعل دخل الرجل إلي العيادة وقام بدفع عشرين ديناراً لجحا، وقال له : انا اغاني من مرض شديد منذ زمن فأنا لا أحس بطعم الأكل ابداً، إني افتقد حاسة التذوق وقد ذهبت إلي الكثير من الاطباء ولكن لم يستطع احد أن يجد حلاً أو علاجاً لحالتي .
هز جحا رأسه ثم طلب من ممرضته ان تعطيه ملعقة من العلبة 22 وتضعها في فم المريض، فقامت الممرضة بذلك فصرخ الرجل بشدة من طعم الدواء المر وقال لجحا بعصبية شديدة : ما هذايا جحا إن طعمه لا يطاق ابداً .. فابتسم جحا قائلاً : الف مبروك يا سيدي لقد عادت إليك حاسة التذوق وأصبحت الآن تميز الطعم .
ذهب الرجل المحتال غاضباً من عيادة جحا وهو يتوعد بالرد عليه وسلبه كل نقوده وما يملك، مضي اسبوع وعاد نفس الرجل من جديد إلي جحا ودفع عشرين ديناراً آخر وهو يقول لجحا : ايها الطبيب جحا منذ أن خرجت من عندك وأنا لا استطيع ان اتذكر اى شئ ابداً فأنا قد فقدت الذاكرة وارجوك عالجني الآن .. فهم جحا ان الرجل يريد أن يحتال عليه ففكر قليلاً ثم قال بابتسامة خبيثة : اذا سمحتي لي ايتها الممرضة احضري لي الدواء من العلبة 22 ، وقبل ان يكمل جحا حديثه انتفض الرجل مفزوعاً قائلاً : لا أنا لا اريد هذا الدواء فإن طعمه بشع ولا اطيقة .. ضحك جحا وهو يقول : ألف مبروك يا سيدي لقد عادت إليك ذاكرتك