قصة سيدنا سليمان في القرآن
سخر الله سبحانه وتعالي الطير لنبي الله سليمان عليه السلام وعلمه لغاتها لهذا فإنه كان يتفقدها باستمرار وفي احد الايام افتقد طائر الهدهد فغضب غضباً شديداً وقرر معاقبته بعد عودته إن لم يقدم له عذراً مقبولاً عن هذا الغياب، ولما جاء الهدهد وسأله نبي الله سليمان عن سبب غيابه قال الهدهد : كنت في بلاد بعيدة في ارض سبأ من بلاد اليمن السعيد وهناك وجدت قوماً تحكمهم ملكة تدعي بلقيس لها عرش عظيم وهؤلاء القوم يعبدون الشمس من دون الله، لم يصدق سليمان عليه السلام الهدهد فيما قاله واجابه : سننظر فيما قلته هل هو صحيح أم لا .
وعلي الفور أمر نبي الله سليمان بكتابة رسالة الي بلقيس دعاها فيها الي عبادة الله والا فسيرسل إليها جيشاً عظيماً لا قبل لها به وحمل الهدهد الكتاب وطار به الي سبأ وتسلل من نافذة القصر والقي بالكتاب علي فراش بلقيس، خافت بلقيس كثيراً عندما قرأت الكتاب امام اعوانها الذين طلبوا منها رفض دعوة سليمان لكنها قالت لهم : إني اخاف ان يأتي سليمان الينا ويدمر بلدنا ويجعلها اذله واقرحت عليهم ارسال هدية مناسبة الي سليمان لعله يتراجع عن تهديده .
ارسلت بلقيس رسولاً الي سليمان وحملته هدية ولما دخل الرسول بالهدية غضب سليمان وقال له : ارجع اليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون ، جمع النبي سليمان جنوده من الجن وقال لهم : أيكم يستطيع أن يأتيني بعرش بلقيس قبل أن تحضر الينا ؟ قال عفريت من الجن : انا اتيك به يا نبي الله قبل ان تقوم من مقامك هذا، وهنا ارتجل آخر يمتلك العلم والمعرفة وقال : يا نبي الله انا اتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك وينطبق جفنك، فوافق سليمان عليه السلام علي الاقتراح الثاني .
وفي أقل من الثانية كان العرش بين يديه أما الرسول فإنه لما وصل الي بلقيس عائداً وأخبرها بما رأي وبما هدد به سليمان عليه السلام خافت وقررت الذهاب الي سليمان في ارض فلسطين وفي وفد من عظماء القوم عندها، علم نبي الله سليمان عليه السلام بقدوم بلقيس فبنى لها قصراً عظيماً فرشت ارضه بالرخام الزجاجي الشفاف ووضع في داخله عرشها بعد أن غير بعض معالمه فلما حضرت ورحب نبي الله بها ادخلها القصر فشمرت ثيابها وكشفت عن ساقيها لئلاتبتل بالماء ظناً منها ان هذا الرخام الزجاجي هو ماء .
لكنها فوجئت أن هذا هو رخام فقط ولما ذهبوا بها الي العرش سألها سليمان عليه السلام : أهذا هو عرشك ؟ فقالت بتردد : كأنه هو ! وهكذا اظهرت بلقيس جهالتها وضعفها أمام نبي الله سليمان وأدركت ان ذلك كله من فضل الله فقالت علي الفور : رب اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين .