ذهب جحا الي السوق يبحث عن حمار قوي واشتري جحا الحمار وربطه بحبل قوي ومشي يجره وراءه ، وكان هناك لصان شديدا الحيلة يراقبان جحا وفي الطريق اقترب احد اللصين وحل رباط الحبل ووضعه حول عنقه واخذ الآخر الحمار وبعد قليل التفت جحا خلفه فأصابته دهشة عظيمة وانعقد لسانة عن الكلام بعد أن وجد انساناً من لحم ودم وبشارب ولحية مربوطاً بالحبل، فكر جيا ملياً ثم قال له : اين حماري وماذا فعلت به ؟ قال الرجل متلعثماً : انا يا سيدي هو الحمار ، لقد كنت شاباً طائشاً عاقاً لوالدتي لا اسمع كلامها وفي يوم كانت مريضة وطلبت مني ان احضر لها الطبيب ولكنني كنت كسولاً وصبياً خائباً ولم احضره لها، فاشتد المرض بوالدته وذات ليلة من شدة المها رفعت يديها الي السماء ودعت الله ان يمسخني حماراً
واليوم امي سامحتني ولو كنت أملك مالاً وفيراً لأعطيتك إياه لكن لا املك من المال شيئاً، كان جحا واقفاً يستمع الي كلام الرجل في دهشة ثم قال : لا حول ولا قوة الا بالله، سبحان الله العظيم، اذهب يا بني الي حال سبيلك واطلب رضا والدتك واياك ان تغضبها من جديد، ثم ذهب جحا الي منزله واخبر امرأته بما حدث، وفي صباح اليوم التالي ذهب مرة اخري الي السوق ليشتري حماراً جديداً فأصيب بصدمة كبيرة لا يستطيع الحراك، فقد رأي الحمار الذي اشتراه بالأمس يقف بين مجموعة من الحمير، فسأل البائع عنه فأخبره ان امراة عجوز اتت هذا الصباح وباعته إياه، وكان احد اللصين قد تنكر علي هيئة امرأة عجوز وباع الحمار للتاجر ثم تقاسما المال بينهما
تقدم جحا نحو الحمار واقترب منه قائلاً : عدت الي عقوق والدتك من جديد، الم اقل لك الا تغضبها ؟ الم تتعلم من تجربتك القاسية ؟ انك بالفعل تستحق ما حل بك، والله لن اشتريك ابداً فأنت لا تستحق العطف، وسأتركك مع الحمير وعسي ان يشتريك تاجر ليحمل فوق ظهرك اطناناً من الاثقال