لم ترحب السويد بالقهوة خلال القرن الثامن عشر في ظل حكم الملك غوستاف الثالث على غرار الدولة العثمانية خلال القرن السابع عشر التي فرضت عقوبة الإعدام بحق من يشربها.
وفرضت السويد ضريبة على الشاي وحظراً تاماً على القهوة. لكن ذلك لم يمنع تجارتها من التنامي وازدياد عدد محبيها، فما كان من الملك غوستاف سوى أن يسوي الأمور بيده. والطريقة الوحيدة للقضاء على إدمان القهوة هي تخويف الناس من آثارها الصحية.
ولم يكن العلم قد توصل في تلك الفترة إلى الآثار الصحية للقهوة في ظل وجود نقاشات حول خصائصها العلاجية، ولكنه افترض وجود آثار سلبية محتملة.
للتعرف على ذلك، قام الملك غوستاف بأغرب تجربة على الإطلاق، حيث كان هناك شقيقان من المنتظر إعدامهما لاعترافهما بارتكاب جرائم.
لكنه قدم لهما حكماً آخر، فبدل أن يتم إعدامهما، سيقومان بتنفيذ حكم السجن مدى الحياة، مع شرط غريب، أحدهما عليه أن يشرب القهوة يومياً، والآخر عليه أن يشرب الشاي، وذلك مدى الحياة.
اعتقد غوستاف أن من حكم عليه بشرب القهوة سيموت نتيجة التسمم من هذا المشروب وهكذا تنتهي حياته، لكن حصل غير ذلك إذ عاش أكثر من الذي حكم عليه بشرب الشاي، والغريب أن كليهما عاشا لعمر الثمانينات، وكانت النتيجة من هذه التجربة شرب كمية لا نهائية من المشروبات الساخنة.
حتى أن الملك نفسه لم تسنح له الفرصة لمراقبة النتائج حيث اغتيل عام 1792. ولم تكن لهذه التجربة أي نتائج في التاريخ أكثر من كونها حكاية غريبة، حيث تعد السويد اليوم من بين أكثر الدول استهلاكا للقهوة.