استطاعت امرأة شابة تعرضت لجلطة نادرة منعتها من الحركة والكلام، أن تكتب كتابًا كاملًا بعينيها فقط، لتعبر بذلك عن محنتها وهي تستخدم مقلتيها.
وقد تركت ميا أوستن البالغة من العمر 29 عامًا غير قادرة على الكلام وهي في سن 21 عندما أصيبت بسكتة دماغية، وهي تتواصل الآن فقط من خلال حركة العينين ومخطط إملائي.
وبعد الإصابة شخصت من قبل الأطباء بمتلازمة نادرة تعرف باسم “متلازمة المنحبس”، حيث يكون المريض في حالة استيقاظ، لكنه غير قادر على التواصل مع الآخرين من حوله، ويصاب بشلل في كل الجسم تقريبًا عدا عضلات العينين.
وقد وصف الأطباء ما عانت منه أوستن بأنه أشبه بعملية دفن شخص حيًا.
وباتت ميا التي تعيش في ويرال بشمال غرب إنجلترا، مشلولة من الرقبة إلى أسفل، ويجب أن تغذى عبر أنبوب.
في غمزة عين
لكن كل هذه الظروف لم تحول من حيويتها أو تمنعها من الإصرار على الحياة، وباتت لحل وضعها تستخدم كمبيوترًا خاصًا، يقوم على ترجمة حركة عينيها إلى لغة مكتوبة.
ويوم الجمعة الماضي قامت بإطلاق كتابها الذي كتبته بهذه الطريقة، وجاء باسم “في غمزة عين”، وحيث شاركت فيه القراء خبرتها وتجربتها مع هذه المحنة.
وكتبت في مقدمة الكتاب أنها استيقظت في صباح يوم 16 نوفمبر 2009 وكان عليها أن تقوم بواجباتها العادية وأن تذهب في البدء إلى صالة الرياضة كالمعتاد.
لكنها في ذلك الصباح شعرت بأن أداءها كان سيئًا، وأخبرت والدتها بذلك، فردت عليها بأنه دائمًا هناك غدًا.
ومن ثم تدخل في رواية قصتها بقولها.. “مرحبا بكم في قصتي، وحيث يمكن أن تلج الآن في عقل شخص أصيب بالسكتة الدماغية وأحد ضحاياها”.
تكذيب توقعات الأطباء
وقتها وكما روت ميا في كتابها فقد توقع الأطباء الأسوأ، وأنها لن تنجو من #السكتة_الدماغية التي أصيبت بها، وقد وضعت في جهاز دعم الحياة بمستشفى أروي بارك في ميرسيسايد قبل تسع سنوات.
وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يفقدون الأمل، فقد استيقظت ميا وفتحت عينيها، في حين أدرك الأطباء أنه رغم عدم قدرتها على الحركة إلا أن بإمكانها أن ترى وتسمع وتفكر كالمعتاد.
وبعد أسبوع تم تشخيص الحالة بمتلازمة #المنحبس، التي تترك الإنسان وحيدًا ومشلولًا.
عام في التأليف
والدها ريك قال إنه يشعر بالفخر الشديد لابنته “فكتابة كتاب بغمزة العين شيء رائع”.
وأوضح أن الأمر استغرق منها حوالي سنة لإنجاز الكتاب، لكنه كان عملًا شاقًا، وكان عليها اختيار حرف فحرف من خلال عينيها.
وقالت والدتها كارول (62 عامًا): “لقد كانت فكرتها من الألف إلى الياء”.
منبع الفكرة
وتوضح الأم بأن ميا ساعة كانت في المستشفى لمدة 14 شهرًا حافظت على نفسيتها من خلال كتابة القصائد والقصص التي جعلتها في حالة تأهب.
وتوضح: “أعتقد بأن الفكرة نبعت من هناك”.
وقد ساعدت العائلة، بما في ذلك شقيق ميا، سام (32 سنة)، وأختها صوفي (25 سنة)، على استخدام مخطط إملائي لكتابة القصائد والقصص القصيرة في المستشفى.
تقول كارول: “لا يمكنك أن تتخيل استخدام #الرسم_البياني الإملائي إلى الأبد، كان الأمر متعبًا جدًا بالنسبة لها، لكن أصبح الأمر أسهل بكثير، حيث إنها تمتلك كمبيوترا خاصا بها الآن”.
نجاحات أخرى
وفي هذا الكتاب فقد أجابت ميا تقريبًا على كل الأسئلة التي يمكن أن يطرحها القراء بشأنها، في حين لم تكن تسأل هي إلا قليلًا.
ولا يعتبر هذا الكتاب نجاحها الأول في اختراق العزلة، فهذه ليست هي المرة الأولى التي تدهش فيها ميا والديها بعزمها.
فقد أكملت دورة في علم الجريمة في كلية ويرال متروبوليتان في عام 2017 قبل التسجيل للحصول على دورة في الطب الشرعي مع الجامعة المفتوحة.
وهذا العام سوف تبدأ دورة أخرى في مجال العدالة الجنائية.
وفي حديثه عن إنجازاتها قال والدها: “إنها شابة ذات عزم، وقد أطلقت مؤخرًا حملة للمسافرين المعاقين”.
وقبل أن تصاب بالجلطة كانت تعمل في وكالة للسفر، وتجمع الأموال للأعمال الخيرية في الإجازات حيث تحب هذا الجانب.
يقول والدها عن الكتاب: “كانت الاستجابة رائعة، لكن ميا تبحث دائمًا عن رأي الناس حول ما كتبت، وتود أن تكون على تواصل معهم لتعرف بما يفكرون به”.
ولديها صفحة على الفيسبوك للتواصل حيث ترد على الناس من خلال الحاسوب الخاص بها وبالعينين فقط.