يحكي أنه كان هناك طفل صغير يدعى أمجد وقد كان ذو أخلاق حميدة إلى جانب كونه من التلاميد المجتهدة التي تحرص على استذكار الدروس أولاً بأول وفي يوم من الأيام كان أمجد يسير في طريقه إلى منزله بعد خروجه من المدرسة مستعدًا تناول وجبة الغذاء والبدء في استذكار دروسه وانهاء واجباته المدرسية، وبينما هو يسير في طريقه لاحظ أمجد اصدقائه الأشقياء وهم يلعبون في الشارع ويقومون بتعذيب قطة صغيرة مسكينة مستغلين ضعفها ومرضها الشديد، حيث كانوا يمسكونها من ذيلها بقسوة وعنف وهى تصرخ وتصيح وكأنها تستغيث بالمارة لينقذونها منهم.
وقد كان أمجد يحب الحيوانات الأليفة ويكره تعذيب الآخرين لها والتعامل معها بقسوة، وفي هذه اللحظة قرر أمجد أن ينصح اصدقائه وينقذ القطة المسكينة من العذاب لذلك اقترب منهم وسألهم عن سبب ما يقومون به من فعل شنيع يؤذي هذه الحيوانات الصغيرة موضحًا لهم أهمية القطط التي تتمثل في كونها تقوم بقتل الحشرات الضارة وتقضي على الفئران الموجودة في المنازل المختلفة لتتركها نظيفة وجميله، كما أوضح لهم أن الله سبحانه وتعالى ورسوله أمرنا بالرفق بالحيوانات وتجنب تعذيبها لأنها كائنات حية تشعر كالإنسان تمامًأ.
وحينها شعر الأصدقاء بما ارتكبوه من فعل خاطئ يتنافى مع الأخلاق الكريمة واعترفوا بخطأهم ورق قلبهم شاكرين أمجد على نصحه لهم ووعدوه ألا يكرروا ذلك الأمر مرة أخرى، واستكمل أمجد طريقة عائدًا إلى منزله فرحًا بموقف اصدقائه وكلامهم، وفي المساء كان أمجد نائمًا وحين شعر بالعطش توجه إلى المطبخ ليشرب ولكنه تذكر أنه عليه إغلاق المنزل جيدًا قبل الذهاب إلى النوم لأن والده سوف يتأخر في عمله، واثناء قيامه بإغلاق الباب وجد ثعبانًا كبيرًا فأخذ يستغيث بصوت عال لعله يجد أحد ينقذه وفجأه أمسك قط بالثعبان وقتله فتعجب أمجد حينما وجد أن هذا القط هو نفسه القط الذي أنقذه من يد أصدقائه، وفي هذه اللحظة علم أمجد أن الخير يعود إلى صاحبه مرة أخرى وتعلم درسًا لن ينساه طيلة حياته، وقرر أنه سيعيش طوال حياته يساعد كل محتاج ويقوم بعمل الخير لأنه حتمًا سيعود إليه مرة أخرى سواء عاجلاً أم آجلاً.