لم يكن المغدور يدرك عندما عقد قرانه على زوجته ان الغيرة التي تمكنت منها ستتحوّل مرضاً قاتلاً ويحرمه رؤية بناته يتقدمن في الحياة. انها الغيرة التي تحوّلت هوساً فباتت الزوجة تشك بكل تحركات المغدور وتعتبر ان كل أنثى تقترب منه هي عشيقة له مما جعل حياته جحيماً يومياً، على ما يقول القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق في جبل لبنان بيتر جرمانوس. ويضيف: “ولم يتخيل يوماً ان اصرار زوجته على مرافقته في رحلات الصيد سيكون بمثابة تدريب لها على اصطياده بالبندقية نفسها وانهاء حياته، الى ان عثر عليه مقتولاً داخل منزله وعلى زوجته مصابة بطلق ناري في كتفها اليمنى وفاقدة الوعي. كما عثر على بندقية صيد.
وتبين من اقوال طبيب الزوجة، وفق القرار نفسه، ان الاخيرة تتعاطى الحبوب المهدئة للاعصاب وتحتسي كأسين من الكحول يومياً. وباستجوابها بعد استعادة وعيها أفادت ان شخصاً حضر الى منزلها وطلب مقابلة زوجها بلهجة سورية او عراقية قبل ان تسمع صراخ زوجها داخل الغرفة وهو كان يتجادل مع ضيفه، وبعد عراك اطلق الغريب النار على زوجها ثم عليها وضربها قبل ان يغادر المنزل، فدخلت عند ذلك الى غرفتها وتناولت عدداً من الاقراص المهدئة ثم عادت الى الصالون حيث فقدت الوعي.
ولدى مراجعة مضمون كاميرا المراقبة الموضوعة على منزل مجاور تبين ان احداً لم يحضر الى منزل الضحية في الوقت الذي ذكرته المدعى عليها، وان آخر الحاضرين الى المنزل هو المغدور. ولدى مواجهة المدعى عليها بذلك اصرت على تبني روايتها لابعاد الشبهات عنها وأشارت الى امكان دخول القاتل عبر حديقة المنزل. كما تبين من مكتب تقرير مكتب الحوادث وبنتيجة تحاليل المختبرات الجنائية وجود اثر البصمة الوراثية العائد لها ولزوجها على بندقية الصيد. وعند مواجهة المدعى عليها ثانية بهذه الادلة بررت وجود بصمتها الوراثية على البندقية بأنها كانت ترافق زوجها في رحلات صيد وانها حاولت تموين البندقية ثانية لكنها لم تفلح بذلك بسبب انهيار اعصابها وفقدانها وعيها. لكنها عادت واعترفت بقتل زوجها لان علاقتها به لم تكن طبيعية ولا مستقرة، بحسب القرار الذي وصف غيرة المدعى عليها على المغدور بأنها كانت عمياء وقد تراءى لها ان زوجها كان على علاقة حميمة بفتاة اجنبية انجبت له ولداً، وان الجدل كان مستمراً بينهما على خلفية اتهاماتها له بالخيانة الزوجية. ويوم الحادث تجادلت معه وبعد شتمها احضرت بندقية الصيد واطلقت النار عليه، فانتزع منها المغدور البندقية واطلق النار في اتجاهها فأصابها في كتفها، لتعود وتنتزع منه البندقية وتطلق النار نحوه وتقتله. ثم عادت المدعى عليها وبدلت في روايتها، مؤكدة ان زوجها احضر البندقية وضربها وشتمها واطلق النار عليها واصابها في كتفها، فتشابكت معه وتمكنت من مسك الزناد فانطلق عياران مما ادى الى مقتله.
واعتبر القاضي جرمانوس ان الزوجة اطلقت النار على زوجها بسبب الغيرة اثر شجار معه ثم اطلقت النار على نفسها. وطلب محاكمتها بجناية القتل القصدي المعاقب عليها في المادة 547 من قانون العقوبات وظن بها بجنحة المادة 73 من قانون السلاح، مانعاً عنها المحاكمة بجرم المادة 549 من قانون العقوبات لعدم ثبوت التصوّر والتصميم السابقين.
قتلت زوجها بسبب الغيرة
رابط مختصر
المصدر : http://zajelnews.net/?p=30687