ساعات الصيام الطويلة، يفقد الجسم الكثير من السوائل والمياه. وللتغلب على التعب ومقاومة العطش خلال شهر رمضان، اعتادت الكثير من الشعوب العربية إعداد أنواع مختلفة من العصائر أشهرها التمر الهندي، وقمر الدين، والعرقسوس، والجلاب، وغيرها من العصائر التقليدية المرافقة للطقوس الرمضانية.
وباختلاف مسميات العصائر من بلد إلى آخر، وطرق إعدادها، إلا أن موائد الإفطار لا تخلو منها، وتشترك في فوائدها الصحية التي تعود بالنفع على الصائم. ومن هذه العصائر:
مشروب “السوبيا” في الحجاز ومصر
يعتبر مشروب “السوبيا” من أهم ركائز موائد الإفطار في السعودية، وتحديداً في مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، كما أن موائد المصريين تتزين بهذا المشروب الشعبي الشهير.
ويُصنع شراب “السوبيا” من مكونات الشعير و الخبز الناشف و الشوفان و الزبيب، التي يضاف إليها بعد تصفيتها مقادير من السكر وحب “الهال” والقرفة، وتُخلط معاً بكميات متناسبة، ثم يُضاف إليها الثلج للتبريد. ويحتوي هذا المشروب على اللبن والنشا والفانيليا والسكر وجوز الهند والماء، ويُقدم مع بعض الشوفان والزبيب لزيادة قيمته الغذائية.
يمكن أن تكون “السوبيا” بيضاء اللون كما تتواجد في مصر، أو مصبوغة باللون الأحمر كما الحال في السعودية، ويتمتع هذا المشروب بشعبية كبيرة، إذ أنه مشروب صيفي بعد يوم طويل من الصيام.
وتكمن فوائده بإمداد الجسم بالطاقة، فيما يساعد احتواؤه على الألياف الغذائية على تنظيم حركة الأمعاء، كما أنه يُخفض نسبة “الكوليسترول” في الدم، ويحمي من أمراض القلب وتصلب الشرايين، إضافة إلى أنه يُسهل عملية الهضم، ويقلل من مشاكل ارتفاع ضغط الدم.
وعلى رغم من فوائده الكثيرة، فإن له مخاطر صحية نظراً لاحتوائه على كمية كبيرة من السعرات الحرارية، لذا ينصح خبراء التغذية بتناوله بكميات قليلة، كما يجب عدم تخزين هذا المشروب، حيث يفقد قيمته الغذائية ويصبح غير صالح للاستعمال، ويُنصح مرضى “السكري” بعدم تناوله لاحتوائه على كميات عالية من السكر،
مشروب “الكركديه”
“الكركديه” من المشروبات الرمضانية والمناسبة أيضاً لجميع الأوقات، يمكن شربه بارداً في الصيف، أو ساخناً في الشتاء، ويتم تحضيره بطرق تقليدية في المنزل. ويحتوي كوب واحد من الكركديه على 17 في المئة من حامض الستريك، ونصف كميته من فيتامين “C” مثل البرتقال.
فإن هذا المشروب يساعد على تعزيز وتقوية جهاز المناعة، خصوصاً أثناء الصيام، كما يُستخدم على نطاق واسع لتنظيم ضغط الدم، والذي يمكن أن يتقلب بين انخفاض قبل الإفطار وارتفاع بعده. ويُعرف “الكركديه” بفعاليته في التقليل من تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين، وكذلك تقليل مستويات “الكوليسترول” في الدم، كما يُعالج التهابات المسالك البولية ويساعد في تنظيم تدفق الدم، والحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم. فيما يساعد أيضاً على تعويض الجسم عن السوائل التي يفقدها خلال النهار ويمنع جفافه، كما يعمل على القضاء على الشعور بالعطش.
ويُضاف إلى شراب “الكركديه” السكر أو عسل النحل للتحلية، كما تُضاف القرفة والزنجبيل وجوزة الطيب، لإضفاء نكهات مختلفة حسب الرغبة.