نجح فريق جراحي بحريني من مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب في إغلاق فتحة قلبية طولها 1 سنتيمتر عند طفلة بحرينية باستخدام تقنية القسطرة التداخلية وتجنب إخضاعها لعملية قلب مفتوح وتعريضها لمضاعفاتها, وقد غادرت المستشفى بعد يوم واحد فقط.
صرحت بذلك لـ«أخبار الخليج» استشارية قلب الأطفال وقسطرة الأطفال والبالغين في المركز الدكتورة سعاد العامر، موضحة أن وقائع القسطرة النوعية بثت مباشرة من غرف عمليات مركز الشيخ محمد للقلب لجلسات مؤتمر القسطرة التداخلية للعيوب الخلقية لدى الأطفال والبالغين الذي اختتمت أعمال أمس الأول. فيما شهدت وقائع العملية النوعية والدقيقة تباينا في آراء الخبراء والأطباء المتواجدين بقاعة المؤتمر حول إمكانية القيام بها, إذ أكد بعضهم صعوبتها وفضل آخرون تحويل الحالة إلى عملية جراحية لكبر حجم الفتحة القلبية.
وقالت رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر في مملكة البحرين الدكتورة سعاد العامر إن هذه النوعية من الفتحات القلبية لدى الأطفال دقيقة وحساسة جدا نظرا إلى صعوبة إغلاقها بالدعامات القلبية إلا أنه بفضل خبرة وكفاءة الطاقم الطبي تمكن بنجاح من إغلاقها بقسطرة تداخلية استغرقت 3 ساعات، موضحة أن المشاركين الأجانب في المؤتمر أشادوا بنجاح العملية ومهارة وكفاءة الطواقم الجراحية البحرينية وطريقة تعاملهم مع عيوب القلب الخلقية الصعبة.
وأشارت الدكتورة سعاد العامر إلى أن المؤتمر تضمن نقلا مباشرا لحالات قسطرة من مملكة البحرين ومن المملكة العربية السعودية، وكانت الحالة التي تم نقلها من مملكة البحرين تعود إلى مريضة تبلغ من العمر 3 سنوات تعاني من تشوه خلقي في القلب، وكان النقل المباشر من مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب إلى قاعة المؤتمر, وتم التناقش في الحالة بين الأطباء والخبراء الحاضرين في المؤتمر، والفريق الطبي الذي يجري عملية القسطرة في مركز القلب مكون من د. سعاد العامر و د. شيرين الشيخ وأطباء زائرين من تركيا وألمانيا.
ونوهت الدكتورة سعاد العامر الى أن الحالة كانت معقدة وكان النقاش مع الحضور أن تجرى لها عملية جراحية ولكن بفضل الخبرات والتقنيات المتوافرة تم علاج التشوه الخلقي عن طريق القسطرة وكانت القسطرة ناجحة 100% وقد تعافت الطفلة وخرجت من المستشفى في اليوم التالي، موضحة أن حالة القسطرة المعقدة أجريت في مركز أمراض وجراحة القلب في المدينة المنورة لمريض يبلغ من العمر 60 عاما يعاني من ارتجاع شديد في منطقة الصمام الماترالي, وقد تم علاجه باستخدام تقنية قسطرة متقدمة من قبل أطباء سعوديين, وتم نقل الحالة مباشرة إلى الحضور في المؤتمر والنقاش في تفاصيلها وأفضل الطرق للعلاج.
وقالت إن المؤتمر الذي استضافته مملكة البحرين للمرة الثانية على التوالي يعدّ من المؤتمرات الدولية الطبية التي تحظى باهتمام كبير من الأطباء والخبراء المهتمين بمجال قسطرة القلب لتصحيح العيوب الخلقية بدون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية، حيث تعد هذه القسطرة من أحدث التقنيات في علاج تشوهات القلب الخلقية إذ تغني المريض عن إجراء عملية قلب مفتوح وما يتبعها من الحاجة الى العناية الطبية فترة طويلة، مشيرة إلى أن المؤتمر أقيم بتنظيم مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب بحضور خبراء واستشاريين في هذا المجال من داخل وخارج المملكة قدموا خلال 3 أيام عددا من المحاضرات التي تعنى بأحدث التقنيات والعلاجات في مجال قسطرة القلب للعيوب الخلقية لدى الأطفال والبالغين.
وأفادت بأن النسخة الثالثة من المؤتمر تضمنت 5 ورش عمل، الأولى حول طب قلب الأطفال واشتملت على 8 أوراق علمية, كذلك ورشة عمل حول تصوير وتشريح القلب (علم المورفولوجيا) واحتوى على 8 أوراق علمية إضافة إلى ورشة عمل للتعامل مع الضغوطات باستخدام دلالات الألوان في علم النفس لمقدمي الرعاية الصحية وضمت 5 أوراق علمية وأخرى حول علم تصوير الأجنة بواقع 9 محاضرات وورشة عمل تخطيط قلب الأطفال بواقع 3 محاضرات، منوهة إلى أن المؤتمر تضمن قرابة الـ50 محاضرة وأوراقا بحثية تعنى بتخصص قلب الأطفال وقسطرة القلب للعيوب الخلقية لدى الأطفال والبالغين وشرح مجموعة من أحدث التقنيات في علاج تشوهات القلب الخلقية بالقسطرة.
وذكرت الدكتورة العامر أن اليوم الأول من المؤتمر شهد نقلا مباشرا لحالات قسطرة تم إجراؤها في مركز أمراض وجراحة القلب بالمدينة المنورة في الصباح وحالات قسطرة أجريت في مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصصي للقلب خلال الفترة المسائية، موضحة أن 50 متحدثا دوليا ومحليا من الأطباء والخبراء والمهتمين بمجال قسطرة القلب للعيوب الخلقية لدى الأطفال والبالغين أثروا الجلسات بآخر المستجدات الطبية في هذا المجال، منوهة إلى أن هؤلاء الخبراء يمثلون 10 دول مختلفة هي: البحرين، المملكة العربية السعودية، ماليزيا، تركيا، ايرلندا، كوريا، ألمانيا، تايلاند، الإمارات، السويد، مصر، الأردن وباكستان.
وقالت إن المؤتمر وورش العمل معتمدة بساعات التعليم المستمر من هيئة تنظيم المهن الصحية في مملكة البحرين, حيث تمنح 17 ساعة تعليمية للمؤتمر و4-6 ساعات تعليمية لورش العمل، مؤكدة أن المؤتمر يحظى بتشجيع ودعم عدد من الجمعيات التي تعنى بطب قلب الأطفال مثل جمعية القلب الخليجية والجمعية الخليجية لطب الأجنة والجمعية العربية للعيوب الخلقية في القلب وغيرها من الجمعيات.