أمر الرئيس الفنزويلي الحكومة الفنزويلية بوضع اليد على مصنع شركة كيمبرلي-كلارك الاميركية في البلاد، مطبقا تهديده بالتدخل ازاء المصانع التي توقف انشطتها بسبب الازمة الاقتصادية.
وأعلن مصنع كيمبرلي كلارك في ماراكاي، المدينة الواقعة على بعد حوالى مئة كلم غرب كراكاس، السبت انه سيوقف انتاجه من منتجات النظافة الشخصية بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية في البلاد.
واعلن وزير العمل اوزوالدو فيرا إجراء “الاحتلال” في المصنع، مؤكدا انه استجابة من الحكومة لطلب تقدم به العاملون في المصنع.
وعلى وقع تصفيق العمال، قال فيرا لدى توقيعه وثيقة في هذا الشأن: “نأمر بأن يتولى العمال فورا احتلال شركة كيمبرلي كلارك #فنزويلا”.
وأمر الوزير باعادة تشغيل ماكينات المصنع، مضيفاً: “اعتبارا من اليوم تعيد كيمبرلي-كلارك فتح ابوابها وتستأنف انتاجها”.
ويندرج هذا الاجراء في اطار تنفيذ التهديد الذي لوح به الرئيس نيكولاس مادورو قبل شهرين حين حذر المصانع الراغبة بوقف الانتاج بسبب الازمة الاقتصادية من انها ستنتقل فورا الى ايدي العمال.
وقال يومها: “المصنع المتوقف سيتم احتلاله من الطبقة العاملة”.
ويعتبر #مادورو ان المشكلات الاقتصادية الحالية تندرج ضمن مخطط خصومه لاضعاف سلطته.
وقال فيرا “نرحب بقطاع الاعمال الراغب بمواكبة الحكومة لكن اي مصنع يغلق سيتم احتلاله واعادة فتحه من العمال والحكومة الثورية”.
وادى انخفاض اسعار النفط الى انهيار اقتصاد فنزويلا التي تستورد كل ما تستهلكه تقريبا. ولم تعد البلاد تملك الموارد المالية الكافية لتغطية مصاريفها. كما اختفت نحو 80% من المواد الاولية بشكل شبه تام من الاسواق، وفق هيئات خاصة.
وتشهد البلاد حربا سياسية بين السلطة التنفيذية والمعارضة التي تريد اجراء استفتاء من اجل رحيل الرئيس نيكولاس مادورو عن السلطة قبل انتهاء ولايته.
ومادورو وريث وخلف هوغو تشافيز الذي تولى رئاسة فنزويلا من 1999 الى وفاته في 2013، وقائد اليسار المتشدد في اميركا اللاتينية.
واعلنت شركة “كيمبرلي كلارك” وقف انشطتها في فنزويلا بسبب “نقص العملات” لشراء المواد الاولية. كما تحدثت عن “ارتفاع سريع للتضخم” الذي بلغ 180,9% في 2015 وقدره صندوق النقد الدولي بنسبة 720% للعام 2016.
وبحسب أرقام اتحاد “فيديكاماراس” لأصحاب المؤسسات الخاصة الذي يضم أغلبية الشركات الخاصة في البلاد، فإن 85 % من الجهاز الصناعي الفنزويلي مشلول بسبب الحكومة التي لا تقدم سيولة كافية للشركات.
وتعتمد فنزويلا، الدولة الاميركية الجنوبية العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك)، بشكل كبير على احتياطاتها من النفط والغاز اللذين يشكلان 96 في المئة من صادرات البلاد. وتملك اكبر احتياطي من النفط في العالم يقدر باكثر من 300 مليار برميل.
واعلنت “كيمبرلي كلارك” التي بدأت نشاطها في فنزويلا قبل اكثر من 20 عاما ان الظروف الحالية تجعل تشغيل مصنعها في ماراكاي “مستحيلا”. وينتج مصنعها سلعا منها المحارم الصحية والحفاضات.
وذكرت الشركة انها قد تبحث “قابلية الحياة” لاي قرار باستئناف انشطتها في فنزويلا “ان تبدلت الظروف”.
وردت الشركة على اخبار احتلال مصنعها ببيان اعلنت فيه ان الحكومة “ستكون مسؤولة” من الان عن الموظفين والمنشآت.
كذلك علق عدد من الشركات الدولية العاملة في فنزويلا انشطته في الفترات الاخيرة، لاجل قصير او غير مسمى.
ففي ايار، علقت شركة “كوكا كولا” جزءا كبيرا من انتاجها المحلي لنقص السكر، قبل استئنافه في حزيران. كما اوقفت مجموعتا “كرافت هاينز” و”كلوروكس” الاميركيتان انشطتهما.